فصل: طنف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العباب الزاخر واللباب الفاخر ***


صعف

ابن دريد‏:‏ الصَّعْفُ -والجمع‏:‏ صِعَافٌ-‏:‏ طائر صغير؛ زعموا‏.‏

والصَّعْفُ -أيضًا-‏:‏شراب يتخذ من العسل‏.‏ وقال أوب عبيد‏:‏ الصَّعْفُ شراب لأهل اليمن؛ يشدخ العنب فيطرح حتى يغلي؛ فجُهّالُهُم لا يرونها خمرًا‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الصَّعْفَانُ‏:‏ المولع بشراب الصَّعْفِ‏.‏

وقال غيره‏:‏ الصَّعْفَةُ‏:‏ الرعدة تأخذ الإنسان أو غيره من فزع أو بردٍ أو غيرهما، ودق صُعِفَ فهو مَصْعُوْفٌ‏:‏ أي أُرْعِدَ‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ الصّاد والعين والفاء ليس بشيء، على أنهم يقولون‏:‏ الصَّعْفُ شراب‏.‏

صفف

الصَّفُّ‏:‏ واحد الصُّفُوْفِ، ومنه قول النبي-صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «سَوُّوا صُفُوفَكم فإن تسوية الصُّفُوْفِ من تمام الصلاة‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ثم ائْتُوا صَفًّا‏}‏ قال الأزهري‏:‏معناه ثم ائتوا الموضع الذي تجتمعون فيه لعيدكم وصلاتكم؛ بقال‏:‏ أتيت الصَّفَّ أي المصلى، قال‏:‏ ويجوز ثم ائتوا صَفًّا‏:‏ أي مُصْطَفِّيْنَ ليكون أنظم لكم وأشد لهيبتكم‏.‏

وقال ابن عرفة في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وعُرِضُوا على ربك صَفًّا‏}‏ يجوز أن يكونوا كلهم صَفًّا واحدًا، ويجوز أن يقال في مثل هذا صَفًّا يراد به الصُّفُوْف فيؤدي الواحد عن الجميع‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏والصّافّاتِ صَفًّا‏}‏ هي الملائكة المُصْطَفُّونُ في السماء يسبحون، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإنا لنحن الصّافُّونَ‏}‏ وذلك أن لهم مراتب يقومون عليها صُفُوْفًا كما يَصْطَفُّ المصلون‏.‏

وفي الحديث‏:‏ يؤكل ما دَفَّ ولا يؤكل ما صَفَّ‏.‏ أي يؤكل ما حرك جناحيه من الطير كالحمام ونحوه دون ما صَفَّهما كالنسور والصقور ونحوها‏.‏

والمَصَفُّ‏:‏ موضع الصَّفِّ في الحرب، والجمع‏:‏ المَصَافُّ‏.‏

والصَّفُّ‏:‏ أن تُحْلَبَ الناقة في محلبين أو ثلاثة تَصُفّ بينها، وأنشد أبو زيد‏:‏

ناقة شيخٍ للإلهِ راهب *** تصف في ثلاثة المَحالِبِ

في اللهجمين والهن المُقَارِبِ ***

وقال آخر‏:‏

ترفد بعد الصَّفِّ في فرقان ***

هي جمع فرقٍ‏.‏

وناقة صَفُوْفٌ‏:‏ للتي تَصُفُّ أقداحًا من لبنها إذا حُلِبَتْ؛ وذلك من كثرة لبنها كما تقول قرون وشفوع، قال‏:‏

حلبانة ركْبانَةٍ صَفُوْفِ *** تخلط بين وبرٍ وصُوْفِ

ويقال‏:‏ الصّّفُوْفُ هي التي تَصُفُّ يديها عند الحلب‏.‏

وصَفَّتِ الإبل قوائمها فهي صافَّةٌ وصَوَافُّ، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فاذكروا اسم الله عليها صَوَافَّ‏}‏ أي مَصْفُوْفَةً، فواعل بمعنى مفاعل، وقيل‏:‏ مُصْطَفَّةً‏.‏

ويقال‏:‏ صَفَفْتُ للسرج صُفَّةً‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ صَفَّ الطائر‏:‏ إذا بَسَطَ جناحيه‏.‏ ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «يأتي القرآن يوم القيامة تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غَيَايَتان -أو‏:‏ كأنهما ظُلتَّان- سوداوان بينهما شرقٌ أو كأنهما حِزقان من طيرٍ صَوَافّ‏.‏

وصَفُّ‏:‏ ضيعة بالمَعَرَّةِ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الصَّفَفُ الذي يلبسه الرجل تحت الدرع يوم الحرب‏.‏

وقال غيره‏:‏ الصَّفُّ دواءٌ تُبَيَّضُ به الأسنان‏.‏

وصُفَّةُ الدّار والسرج‏:‏ واحدة الصُّفَفِ‏.‏

وقال الليث‏:‏ عذاب يوم الصُّفَّةِ‏:‏ كان قوم عصوا رسولهم فأرسل الله تعالى عليهم حرًا وغمًا غشيهم من فوقهم حتى هلكوا‏.‏ قال الأزهري‏:‏ الذي ذكر الله تعالى في كتابه عذاب يوم الظُّلةِ لا عذاب يوم الصُّفَّةِ‏.‏ وعُذِّبَ قوم شعيب -صلوات الله عليه- به، ولا أدري ما عذاب يوم الصُّفَّةِ‏.‏

وروى ابن مسعود -رضي الله عنه-‏:‏ أن رجلًا من أهل الصُّفَّةِ مات فوجد في شَمْلَتِه ديناران؛ فقال النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «كَيَّتَانِ‏.‏ أهل الصُّفَّةِ كانوا أضياف الإسلام وكانوا يبيتون في صُفَّةِ مسجد رسول الله‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- وهي موضع مظَلَّلٌ من المسجد‏.‏

وعشنا صُفَّةً من الدهر‏:‏ أي زمانًا‏.‏

والصَّفِيْفُ‏:‏ ما صُفَّ في الشمس حتى يجف‏.‏ ومنه حديث الزبير -رضي الله عنه-‏:‏ أنه كان يتزود صَفِيْفَ الوحش وهو محرم‏.‏

ويقال لما يصف على الجمر لينشوي‏:‏ صَفِيْفٌ أيضًا، قال أمرؤ القيس‏:‏

فظل طهاة اللحم من بين منضجٍ *** صَفِيْفَ شِواءٍ أو قَدِيْرٍ معجلِ

وصَفَفْتُ القوم‏:‏ أقمتهم في الحرب وغيرها صَفًّا‏.‏

والصَّفْصَفُ‏:‏ المستوى من الأرض، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَيَذَرُها قاعًا صَفْصَفا‏}‏، قال العجاج‏:‏

من حبل وعساء تناصي صَفْصَا ***

وقال الشماخ‏:‏

غَلبَاءُ رَقْبَاءُ عُلْكُوْمٌ مذكرةٌ *** لدَفِّها صَفْصَفٌ قدامه ميل

وقال الليث‏:‏ الصَّفْصَفَةُ دخيل في العربية؛ وهي الدويبة التي تسميها العجم السِّيْسْك‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الصَّفْصَفُ حرف الجبل‏.‏

والصَّفَاصِفُ‏:‏ واد‏.‏

والصَّفْصَافٌ‏:‏ شجر الخلاف، الواحدة‏:‏ صَفْصَافَةٌ‏.‏

وفي حديث الحجاج أنه قال لطباخه‏:‏ أعمل لي صَفْصَافَةً وأكثر فيجنها‏.‏ الصَّفْصَافَةٌ لغة ثقفيةٌ -وزاد أبو عمرو‏:‏ الصَّفْصَفَةُ-‏:‏ وهي السِّكْبَاجَة؛ والفَيْجَنُ‏:‏ السَّذَابُ‏.‏

والصَّفْصَافُ‏:‏ حصن معروف من ثغور المَصِيْصَةِ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الصُّفْصُفُ -بالضم-‏:‏ العصفور؛ في بعض اللغات‏.‏

وأصْفَفْتُ السرج‏:‏ أي جعلت له صُفَّةً؛ لغة ضعيفة في صَفَفْتُه‏.‏

والتَّصْفِيْفُ‏:‏ مبالغة الصَّفِّ‏.‏

وصافُّوهم في القتال‏.‏ وفلان مُصَافِّي‏:‏ أي صُفَّتُه بحذاء صُفَّتي‏.‏

والتَّصَافُّ‏:‏ التَّسَاطُرُ‏.‏

واصطَفُّوا‏:‏ أي قاموا صُفُوْفًا‏.‏

وصَفْصَفَةُ العصفور‏:‏ صوته‏.‏

وصَفْصَفَ‏:‏ إذا رعى الصَّفْصَافَ‏.‏

وصَفْصَفَ‏:‏ إذا سار وحده في الصَّفْصَفِ‏.‏

والتركيب يدل على استواء في الشيء وتساوٍ بين شيئين في المقر‏.‏

صقف

ابن الأعرابي‏:‏ الصُّقًوْفُ‏:‏ المَظَالُّ، قال الأزهري‏:‏ الأصل فيه السُّقُوْفُ‏.‏

صلحف

ابن عبّاد‏:‏ قصْعَةٌ صِلَّحْفَةٌ‏:‏ فُطَيْحَاء، ولامها شديدة‏.‏

والصَّلَّحْفُ‏:‏ متاع الدابة أو الرجل الذي بين قوائمه‏.‏

صلف

الصَّلْفَاءُ‏:‏ الأرض الصلبة، والمكان أصْلَفُ‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ الصَّلْفَاءُ صَفَاةٌ قد استوت في الأرض، ويقال‏:‏ صِلْفَاءةٌ -بوزن حِرْباءةٍ-‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ الأصْلَفُ والصَّلْفَاءُ‏:‏ ما اشتد من الأرض وغلظ وصَلُبَ، والجمع الأصَالِفُ والصَّلافي، قال أوس بن حجر‏:‏

وخَبَّ سَفَا قريانه وتوقدت *** عليه من الصَّمّانَتَيْنِ الأصالِفُ

والصَّلِيْفُ‏:‏ عرض العنق؛ وهما صَلِيْفانِ من الجانبين، قال جندل بن المثنى‏:‏

ينحط من قنفذ ذِفراه الذَّفِرْ *** على صَلِيْفَيْ عنق لأْمِ الفِقَرْ

وقال أبو زيد‏:‏ الصَّلِيْفانِ رأسا الفقرةِ التي تلي الرأس من شقيهما‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ يقال أخذ بِصَلِيْفِه وبِصَلِيْفَتِه‏:‏ أي بقفاه‏.‏

والصَّلِيْفانِ -أيضًا-‏:‏ عودن يعترضان على الغَبِيْطِ تشد بهما المَحَامِلُ، قال

ويَحْمِلُ بَزَّهُ في كل هَيْجىً *** أقَبُّ كأن هاديه الصَّلِيْفُ

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الصَّلْفُ -بسكون اللام-‏:‏ خوافي قلب النخلة، الواحدة‏:‏ صَلْفَةٌ‏.‏

والصَّلَفُ -بالتحريك-‏:‏ قلة نزل الطعام‏.‏

وإناء صَلِفٌ‏:‏ إذا كان قليل الأخذ للماء‏.‏

وسَحابٌ صَلِفٌ‏:‏ قليل الماء كثير الرعد‏.‏ وفي المثل‏:‏ رُبَّ صَلَفٍ تحت الرّاعدة‏:‏ يُضْرَبُ للرجل يتوعد ثم لا يقوم به‏.‏ وقال أبو عبيد‏:‏ من أمثالهم في الواجد وهو بخيل‏:‏ رُبَّ صَلَفٍ تحت الرّاعدة‏:‏ أي إن هذا مع كثرة ما عنده من المال مع المنع كالغمامة الكثيرة الرعد مع قلة مطرها‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ يُضْرَبُ مثلا للرجل يكثر الكلام والمدح لنفسه ولا خير عنده‏.‏

وصَلِفَتِ المرأة تَصْلَفُ صَلَفًا‏:‏ إذا لم تحظ عند زوجها وأبغضها، يقال‏:‏ امرأة صَلِفَةٌ من نسوة صَلِفاتٍ وصَلائفَ، قال القطامي يذكر امرأة‏:‏

لها روضة في القلب لم ترع مثلها *** فروك ولا المُسْتَعْبِرَاتُ الصَّلائفُ

وفي الحديث‏:‏ أن امرأة قالت‏:‏ يا رسول الله لو أن المرأة لا تَصَنَّعُ لزوجها صَلِفَتْ عنده‏.‏ وفي حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت‏:‏ تنطلق إحداكن فتصانع بمالها عن ابنتها الحَظِيَةِ ولو صانعت عن ابنتها الصَّلِفَةِ كانت أحق، قال‏:‏

وقد خُبِّرْتُ أنك تفركني *** وأصْلَفُكِ الغداةَ ولا أُبالي

وقال أبو زيد‏:‏ رجل صَلِفٌ من قوم صَلافى وصُلَفَاءَ وصَلِفِيْنَ‏.‏

والصَّلَفُ في الرجل والمرأة‏:‏ أن يتكلما بما يكرهه أصْحابهما ويمتدحا بما ليس عندهما‏.‏ وقال الإفريقي‏:‏ آفة الظَّرْفِ الصَّلَفُ‏.‏

ويقال في المثل‏:‏ من يبغ في الدين يَصْلَفْ‏:‏ أي من ينكر في الدين على الناس وير له عليهم فضلا يقل خيره عندهم ولم يحظ منهم‏.‏ يُضْرَبُ في الحثِّ على مخالطة الناس مع التمسك بالدين‏.‏

وزعم الخليل أن الصَّلَفَ مجاورة قدر الظَّرْفِ والادعاء فوق ذلك تكبرًا فهو رجل صَلِفٌ‏.‏

والصَّلِفُ‏:‏ الإناء الثقيل الثخين‏.‏

وطعام صَلِفٌ‏:‏ مسخ لا طعم له‏.‏

والصّالِفُ‏:‏ جبل كان يتخالف أهل الجاهلية عنده‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أن ضميره -رضي الله عنه- جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-فقال‏:‏ جئت أُحالفك، قال‏:‏ حالف عليًا، قال‏:‏ فإني أحالف ما دام الصّالِفَانِ، قال‏:‏ بل حالِفْ ما دام أحُدٌ مكانه فإنه خير‏.‏ قال إبراهيم الحربي -رحمه الله-‏:‏ قول النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «لا بل حالِفْ ما دام أُحُدٌ مكانه، فإنه كَرِهَ أن يفعلوا في الإسلام من التَّحَابُفِ عند الصّالِفِ مثل فعلهم في الجاهلية فيساووهم، ولم يكره أن يُحَالِفَه ما دام أُحُدٌ مكانه إذ لم يوافق ذلك فعل الجاهلية‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ أصْلَفَ القوم‏:‏ وقعوا في الصَّلْفاءِ‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ المُصْلِفُ‏:‏ الذي لا تحظى عنده امرأة، قال مدرك‏:‏

غدت ناقتي من عند سعد كأنهمُطَلَّقَةٌ كانت حَلِيْلَةَ مُصْلِفِ

قال‏:‏ وأصْلَفَ‏:‏ إذا قلَّ خيره‏.‏

وأصْلَفَ‏:‏ إذا ثَقُلَتْ روحه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ أصْلَفْتُ الرجل‏:‏ إذا أبغضته‏.‏

وقال الشيباني‏:‏ يُقال للمرأة‏:‏ أصْلَفَ الله رُفْغَكِ‏:‏ أي بَغَّضَكِ إلى زوجك‏.‏

وتَصَلَّفَ‏:‏ تَفَعَّلَ؛ من الصَّلَف‏.‏

وتَصَلَّفَ البعير‏:‏ إذا ملَّ من الخُلَّةِ ومال إلى الحمض‏.‏

والتَّصَلُّفُ‏:‏ التَّمَلُّقُ‏.‏

والتركيب يدل على شدةٍ وكَزَازَةٍ‏.‏

صنف

الصِّنْفُ والصَّنْفُ‏:‏ النوع والضرب، والجمع‏:‏ أصناف وصُنُوْف‏.‏

وعود صَنْفيٌّ -بالفتح-‏:‏ منسوب، وهو من أردإ أجناسه، وبينه وبين الخشب فرق يسير‏.‏

وصَنِفَةُ الثوب -بكسر النون- وصِنْفَه وصِنْفَتُه -بالكسر فيهما-‏:‏ طُرَّتُه؛ وهي جانبه الذي لا هُدب له، ويقال‏:‏ هي حاشية الثوب أي جانبٍ كان، والأولى من الثلاث هي الفصحى‏.‏ وفي حديث النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فِراشِه بداخلة إزاره‏؟‏ ويُروى‏:‏ بِصَنِفَةِ إزاره- فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول‏:‏ باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ صَنِفَةُ الثوب عند أهل اللغة‏:‏ حاشيته؛ وعند غيرهم‏:‏ ناحيته التي فيها الهدب‏.‏ وقال النابغة الجعدي‏؟‏ رضي الله عنه- في الصِّنْفِ بمعنى الصَّنِفَةِ‏:‏

على لاحِبٍ كَحَصِيْرِ الصَّنَاعِ *** سوى لها الصِّنْفَ إرمالها

وقال ابن عبّاد‏:‏ الأصْنَفُ من الظِّلْمَانِ‏:‏ المتَقَشِّرُ السّاقين‏.‏

وتَصْنِيْفُ الشيء‏:‏ جعله أصنافا وتمييز بعضها من بعضٍ، قال عبيد الله بن قيس الرقيات‏:‏

سَقْيًا لحُلْوانَ ذي الكروم وما *** صَنَّفَ من تِيْنِهِ ومن عنبه

وقيل‏:‏ معنى ‏"‏صَنَّفَ‏"‏ أي نبت ورقه، يقال‏:‏ صَنَّفَتِ الشجرة إذا طلع ورقها، ومن ذهب إلى أن التصنيف جعله أصنافًا فروايته ‏"‏صُنِّفَ‏"‏ على ما لم يسم فاعله؛ وهي رواية الفرّاء‏.‏

والمُصَنِّفُ من الشجر‏:‏ الذي فيه صِنْفانِ من يابس ورطبٍ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ تَصَنَّفَتْ شَفَتُه‏:‏ أي تقشرت‏.‏

وتَصَنَّفَ النبت والأرطى‏:‏ إذا تفطرًا للإيراقِ‏.‏

والتركيب يدل على الطائفة من الشيء؛ وعلى تمييز الأشياء بعضها من بعضٍ‏.‏

صوف

الصُّوْف للضأْنِ، والصُّوْفَةُ أخص منه‏.‏ وفي المثل‏:‏ خرقاء وجدت صُوْفًا، وأصله المرأة غير الصَّنَاع تُصيب صُوْفًا فلا تحذق غزله فتفسده، يضرب للأحمق يجد مالًا فيضيعه‏.‏

وتسمى زَغَبَاتُ القفا‏:‏ صُوْفَةَ القفا، يقال‏:‏ أخذت بصُوْفِ رقبته وبُطوفِ رقبته وبطافِ رَقَبَتِه وبظُوْفِِ رَقَبِته وبظافِ رَقَبَتِه وبظافِ رَقَبَتِه وبقُوْفِ رَقَبَتِه وبقافِ رقبته‏.‏ قال ابن الأعرابي‏:‏ أي بجلد رقبته، وقال أبو السميدع‏:‏ وذلك إذا تبعه وقد ظن أنه لن يدركه فلحقه أخذ برقبته أو لم يأخذ، وقال ابن دريد‏:‏ بشَعَره المتدلي في نقرةِ قَفَاه، وقال الفرّاء‏:‏ إذا أخذه بقفاه جمعاء، وقال أبو الغوث‏:‏ إذا أخذه قهرًا‏.‏

ويقال -أيضًا-‏:‏ أعطاه بصوفِ رقبته؛ كما يقال‏:‏ أعطاه برمته، قال أبو عبيد‏:‏ أي أعطاه مجانًا ولم يأخذ ثمنًا‏.‏

وصُوْفَةُ‏:‏ أبو حيٍ من مضر، وهو الغوث بن مُرِّ بن أُدِّ بن طابخة بن اليأس بن مضر بن نزار كانوا يخدمون الكعبة ويجيزون الحاج في الجاهلية أي يفيضون بهم من عرفات، وكأن أحدهم يقوم فيقول‏:‏ أجيزي صُوْفَةُ، فإذا أجازت قال‏:‏ أجيزي خِنْدِفُ، فإذا أجازت أُذِنَ الناس كلهم في الإجازة‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ قال أصحاب النسب‏:‏ صُوْفَةُ قبيلة، وقال أبو عبيدة‏:‏ بل هم قوم من أفناء القبائل تجمعوا فتشبكوا كتشبك الصِّوْفَةِ‏.‏ ويروون شاهدًا على أن صُوْفَةَ يقال له صُوْفانُ قول أوس بن مغراء السعدي‏:‏

ولا يريْمُوْنَ في التعريف موقفهم *** حتى يقال أجيزوا آل صُوْفانا

والصواب في الرواية‏:‏ ‏"‏آل صَفْوَانا‏"‏، وآل صَفْوَانَ‏:‏ قوم من بني سعد بن زيد مناة، وهكذا ذكر -أيضًا- أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب التّاج وقال‏:‏ حتى يجوز القائم بذلك من آل صَفْوَانَ‏.‏

وذو الصُّوْفَةِ‏:‏ فرس؛ وهو أبو الخُزَزِ وأبو الأعوج‏.‏

وكبش صافٌ‏:‏ أي كثير الصُّوْفِ، وكذلك صُوْفانيٌّ عن الليث، ونعجة صُوْفانِيَّةٌ، يقال‏:‏ صافَ الكبش يَصُوْفُ صَوْفًا وصُووفًا فهو صافٌ وصافٍ وأصْوَفُ وصائفٌ، وكذلك صَوِفَ الكبش‏؟‏ بالكسر- فهو كبشٌ صَوِفٌ بيِّنُ الصَّوَفِ، حكاه أبو عبيد عن الكسائي‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الصُّوْفانَةُ بقلة معروفة، وقال غيره‏:‏ هي بقلة زغباء قصيرة، وقال الدينوري‏:‏ الصُّوْفَانُ ذكر أبو نصر أنه من الأحرار ولم يحله‏.‏

وصافَ السهم عن الهدف يَصُوْفُ ويَصِيْفُ‏:‏ أي عدل عنه، ومنه قولهم‏:‏ صافَ عني شرُّ فلانٍ‏.‏

وقال ابن فارسٍ‏:‏ صَافَ من باب الإبدال من ضَافَ‏.‏

وأصَافَ الله عني شره‏.‏

صيف

الصَّيْفُ‏:‏ واحد فصول السنة، وهو بعد الربيع وقبل القيظ، والجمع‏:‏ أصْيَافٌ‏.‏ والصَّيْفَةُ أخص منه كالشتوة، وقال الفرّاء‏:‏ جمعها صِيَفٌ كبدرة وبدر‏.‏ يقال‏:‏ صّيْفٌ صائفٌ وهو توكيد له؛ كما يقال‏:‏ ليل لائل وهَمَجٌ هامِجٌ‏.‏

وقولهم‏:‏ الصَّيْفَ ضيعت اللبن مفسر في تركيب ض ي ع‏.‏

والصَّيْفُ‏:‏ المطر الذي يجيء في الصيف، وشيء صيفي، قال سعد بن مالك بن ضُبَيْعَةَ، وقيل‏:‏ معاوية بن قُشَيْر‏:‏

إن بني صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ *** أفلح من كان له رِبْيِعُّونْ

وتمثل به سليمان بن عبد الملك عند موته، الرِّبْعِيُّونَ‏:‏ الذين وُلِدُوا في حداثته من ربعية النتاج،وإنما ذلك لأنه لم يكن في ابناء مهائره من يقلده العهد بعده‏.‏

وأكثم بن صَيْفيٍّ‏:‏ من حكماء العرب‏.‏

والصَّيْفُ -أيضًا-‏:‏ المطر الذي يجيء في الصيف‏.‏

ويوم صائفٌ وصافٌ‏:‏ أي حارٌّ، وليلة صائفَةٌ‏.‏

وصائفٌ‏:‏ موضع، قال أوس بن حجر‏:‏

تنكر بعدي من أُميمة صائفٌ *** فبركٌ فأعلى تولبٍ فالمخالفُ

والصَّيِّفُ -مثال سَيِّدٍ- المطر الذي يقع بعد فصل الربيع؛ عن الليث، وهو الصَّيْفيُّ، قال أبو كبير الهذلي‏:‏

ولقد وردت الماء لم يشرب به *** بين الربيع إلى شُهُورِ الصَّيِّفِ

وقال النابغة الجعدي -رضي الله عنه-‏:‏

تحرى عليها ربابُ السَّحَابِ *** شهرين من صَيِّفٍ مُخْصِبِ

وقال النمر بن تَوْلَبٍ -رضي الله عنه-‏:‏

سقتها رَوَاعِدُ من صَيِّفٍ *** وإن من ربيعٍ فلن يعدَما

ويقال‏:‏ هما لغتان صَيْفٌ وصَيِّفٌ-مثال هَيْنٍ ولَيْنٍ وهَيِّنٍ ولَيِّنٍ-، وقال جرير‏:‏

بأهلي أهلُ الدّار إذا يَسكونها *** وجادكِ من دارٍ ربيع وصَيِّفُ

وصائفَةُ القوم‏:‏ ميرتهم في الصَّيْفِ‏.‏

والصّائفَةُ‏:‏ غزوة الروم؛ أنهم يغزون صَيْفًا لمكان البرد والثلج‏.‏

وصافَ بالمكان‏:‏ أقام به الصَّيْفَ‏.‏

وصِيْفَتِ الأرضُ فهي مَصِيْفَةُ -مثال غيثت فهي مَغِيْثَةٌ- ومَصْيُوْفَةٌ أيضًا؛ وارض مِصْيَافٌ‏:‏ إذا كثر بها مطر الصَّيْفِ‏.‏

ورجل مِصْيَافٌ‏:‏ لا يتزوج حتى يَشْمَطَ‏.‏

وأرضٌ مِصْيَافٌ‏:‏ مستأخرة البات‏.‏

وناقة مِصْيَافٌ‏:‏ معها ولدها‏.‏

والمكان من الصَّيْفِ‏:‏ مَصِيْفٌ‏.‏

وصافَ السهم عن الهدف يَصِيْفُ صَيْفًا وصَيْفُوْفَةً‏:‏ لغة في يَصُوْفُ صَوْفًا‏.‏

والصَّيْفُ وصَيْفُوْنَ‏:‏ من العلام‏.‏

وأصَافَ الرجل‏:‏ أي وُلِدَ له على الكبر‏.‏

وأصافَ القوم‏:‏ دخلوا في الصَّيْفِ‏.‏

وأصاف الله عني شَرَّ فلانٍ‏:‏ أي صَرَفَه وعَدَلَ به، وهذا داخل في التركيبين‏.‏

وناقة مُصِيْفٌ ومُصِيْفَةٌ‏:‏ معها ولدها؛ كالمِصْيَافِ‏.‏

وصَيَّفَني هذا الشيء‏:‏ أي كفاني لصَيْفَتي، قال‏:‏

من يك ذا بَتٍّ فهذا بتي *** مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّ

وتَصَيَّفَ‏:‏ من الصَّيْفِ، كشتى من الشتاءِ‏.‏ وكذلك اصْطَافَ، والموضع مُصْطَافٌ‏.‏

وعاملته مُصَايَفَةً‏:‏ من الصَّيْفِ، كالمُشَاهَرَةِ من الشهر والمُعَاوَمَةِ من العام‏.‏

والتركيب يدل على زمانٍ؛ وعلى ميل وعدولٍ‏.‏

ضرف

الضُّرَافَةُ -بالضم-‏:‏ موضع، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي‏:‏

فَرَوّى الضُّرَافَةَ من لعلعٍ *** يسح سِجَالًا ويُفري سِجَالا

وقال الأصمعي‏:‏ فلان في ضُرْفَةِ خير -بالضم- أي كَثْرَةٍ‏.‏

وقال ابن العرابي‏:‏ الضَّرِفُ -مثال كَتِفٍ-‏:‏ شَجَرُ التين، ويقال لثمره‏:‏ البَلَسُ، الواحدة‏:‏ ضَرِفَةٌ‏.‏ وقال الدينوري‏:‏ الضَّرِفُ من شجر الجبال وإنه يُشْبِه الأثأبَ في وورقه؛ إلا أن سُوقه غبر مثل سُوقِ التين، وله جنىً أبيض مدور مُفَلْطَحٌ كتين الحَمَاطِ الصغار مر يُضْرِسُ، والناس يأكلونه وتأكُلُه الطير والقرود، الواحدة‏:‏ ضَرِفَةٌ‏.‏

ضعف

الضَّعْفُ والضُّعْفُ‏:‏ خْلافُ القوة، وقد ضَعُفَ وضَعَفَ -والفتح عن يونس- فهو ضَعِيْفٌ، وقومٌ ضِعَافٌ وضُعَفَاءُ وضَعَفَةٌ‏.‏ وفرق بعضهم بين الضَّعْفِ والضُّعْفِ فقال‏:‏ الضَّعْفُ -بالفتح- في العقل والرأي، والضُّعْفُ-بالضم-في الجسد‏.‏ ورجل ضَعُوْفٌ‏:‏ أي ضَعِيْفٌ، وكذلك ضَعُوْفٌ‏.‏

وضَعِيْفَةُ‏:‏ اسم امرأة، قال أمرؤ القيس‏:‏

فأُسْقي به أُختي ضَعِيْفَةَ إذ نأت *** وإذ بَعُدَ المَزَارُ غير القرِيْضِ

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏خَلَقَكُم من ضُعْفٍ‏}‏ أي من مَنِيٍّ‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وخُلِقَ الإنسان ضَعِيْفًا‏}‏ أي يستميله هواه‏.‏

وقال ابن عرفة‏:‏ ذهب أبو عبيدة إلى أن الضِّعْفَيْنِ اثنان، قال‏:‏ وهذا قول لا أحبه لأنه قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يُضَاعَفْ لها العذاب ضِعْفَيْنِ‏}‏ ، وقال في آيةٍ أخرى‏:‏ ‏{‏نؤتها أجرها مرتينِ‏}‏ فأعلم أن لها من هذا حظين ومن هذا حظين‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إذًا لأذقناك ضِعْفَ الحياة وضِعْفَ الممات‏}‏ أي لو ركنْتَ إليهم فيما استدعوه منك لأذقناك ضِعْفَ عذاب الحياة وضِعْفَ عذاب الممات لأنك نبي يضُاعَفُ لكَ العذاب على غيرك، وليس على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نقصٌ في هذا الخِطَابِ ولا وَعِيْدٌ، ولكن ذكره الله تعالى منَّتَه بالتثبيت بالنبوة‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فأولئك لهم جزاءُ الضِّعْفِ بما عملوا‏}‏ قال أبو بكر‏:‏ أراد المُضَاعَفَةَ؛ فألزم الضِّعْفَ التوحيد، لأن المصادر ليس سبيلها التثنية والجمع، قال‏:‏ والعرب تتكلم بالضِّعْفِ مثنى فيقولون‏:‏ إن أعطيتني درهمًا فلكَ ضِعْفُه؛ يريدون مِثْلَيْهِ، قال‏:‏ وإفراده لا بأس به إلا أن التثنية أحسن‏.‏ وقال أبو عبيدة‏:‏ ضِعْفُ الشيء‏:‏ مثله؛ وضِعْفاه‏:‏ مثلاه، وقال في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يُضَاعَفْ لها العذاب ضِعْفَيْنِ‏}‏ يجعل العذاب ثلاثة أعْذِبَةً، قال‏:‏ ومجاز يُضَاعَفُ يجعل إلى الشيء شيئان حتى يصير ثلاثة‏.‏ وقال الأزهري‏:‏ الضِّعْفُ في كلام العرب‏:‏ المثل إلى ما زاد؛ وليس بمقصورٍ على المثلين فيكون ما قال أبو عبيدة صوابًا، بل جائز في كلام العرب أن تقول‏:‏ هذا ضِعْفُه أي مِثلاه وثلاثة أمثاله، لأن الضِّعْفَ في الأصل زيادة غير محصورة، ألا ترى إلى قوله عز وجل‏:‏ ‏{‏فأولئك لهم جزاء الضِّعْفِ بما عملوا‏}‏ لم يُرِدْ مثلا ولا مِثْلَيْنِ ولكنه أراد بالضِّعْفِ الأضْعَافَ، قال‏:‏ وأولى الأشياء فيه أن يجعل عشرة أمثاله، لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها‏}‏ الآية، فأقل الضِّعْفِ محصور وهو المِثْلُ، وأكثره غير محصور‏.‏

وقولهم‏:‏ وقع فلان في أضْعَافِ كتابه‏:‏ يراد به توقيعه في أثناء السطور أو الحاشية‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ رجل مَضْعُوْفٌ، على غير قياسٍ، والقياس مُضْعَفٌ، قال لبيد -رضي الله عنه-‏:‏

وعالينَ مَضْعُوْفًا وفَرْدًا سُمُوْطُهُ *** جُمَانٌ ومرجان يشك المَفاصِلا

وقال ابن دريد‏:‏ بقرة ضاعِفٌ‏:‏ إذا كان في بطنها حَمْلٌ‏:‏ قال‏:‏ وليست باللغة العالية‏.‏

وقال الليث‏:‏ ضَعَفْتُ القوم فأنا أضْعَفُهُم ضَعْفًَا‏:‏ إذا كثرتهم فصار لكَ ولأصحابك الضِّعْفُ عليهم‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الضَّعَفُ -بالتحريك-‏:‏ الثياب المُضَعَّفَةُ كالنَّفَضِ‏.‏

وقال غيره‏:‏ حِمير تُسمى المَكْفُوْفَ ضَعِيْفًا، وقيل في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لَنَراكَ فين ضَعِيْفًا‏}‏ أي ضريرًا‏.‏

وأضْعَافُ الجسد‏:‏ أعضاؤه‏.‏

وأضْعَفَ الرجل‏:‏ جعله ضَعِيْفًا‏.‏

وأضْعَفَ الشيء‏:‏ جعله ضعْفَيْنِ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ رجل مُضْعِفٌ‏:‏ إذا فَشَتْ ضَيْعَتُه وكثرت‏.‏‏.‏

وأُضْعِفَ القوم‏:‏ أي ضُوْغِفَ لهم‏.‏

وأضْعَفَ الرجل‏:‏ ضَعْفَتْ دابته، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في غزوة خيبر‏:‏ من كان مُضْعِفًا أو مُصْعِبًا فليرجع‏:‏ أي ضَعيفَ البعير أو صَعْبَه‏.‏ وقال عمر -رضي الله عنه-‏:‏ المُضْعِفُ أمير على أصحابه‏:‏ يعني في السفر لأنهم يسيرون بسيره‏.‏

وضَعَّفَه تَضْعيفًا‏:‏ أي عدة ضَعيفًا‏.‏

وذكر الخليل أن التَّضْعيفَ أن يزاد على أصل الشيء فيجعل مثلين أو اكثر‏.‏

وضَعَّفْتُ الرجل أو الحديث‏:‏ نسبته إلى الضَّعْفِ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ أرض مُضَعَّفَةٌ‏:‏ أصابها مطر ضَعيفٌ‏.‏

وقال الليث‏:‏ يُسمى حُمْلان الكيمياء‏:‏ التَّضْعِفَ‏.‏

واسْتَضْعَفَه؛ عده ضَعيفًا، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إلا المُسْتَضْعَفِين‏}‏‏.‏ وكذلك تَضَعَّفَه‏.‏ ومنه حديث النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة‏؟‏ رضي الله عنه-‏:‏ ألا أنبئكَ بأهل الجنة‏؟‏ قلت‏:‏ بلى، قال‏:‏ كل ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ ذي طِمْرَيْن لا يُوْبَهُ له ل أقسم على الله لأبره‏.‏ وفي حديث إسلام أبي ذرٍ -رضي الله عنه- أنه قال‏:‏ فانطلقت فَتَضَعَّفْتُ رجلًا من أهل مكة فقلت‏:‏ أين هذا الذي تدعونه الصابئ‏؟‏ فمال علي أهل الوادي بكل مَدَرَةٍ وعَظْمٍ وحجر‏.‏

وضاعَفَه‏:‏ أي أضْعَفَه؛ من الضِّعْفِ، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَيُضَاعِفَهُ له أضْعَافًا كثيرة‏}‏‏.‏

والدرع المُضَاعَفَةُ‏:‏ التي نُسِجَتْ حلقتين حلقتين‏.‏

وتَضَاعَفَ الشيء‏:‏ أي صار ضِعْفَ ما كان‏.‏

والتركيب يدل على خِلافِ القوة وعلى أن يزاد على الشيء مثله‏.‏

ضفف

ابن السكيت‏:‏ الضَّفَفُ‏:‏ كثرة العيال‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يشبع من خبز ولحم إلا على ضَفَفٍ‏.‏ قال مالك بن دينارٍ‏:‏ سألت بدويًا عن الضَّفَفِ فقال‏:‏ التناول مع الناس‏.‏ وقال الخليل‏:‏ هو كثرة الأيدي على الطعام‏.‏ وقال أبو زيد‏:‏ هو الضيق والشدة، وابن الأعرابي مثله‏.‏ ومنه ولهم‏:‏ رجل ضَفُّ الحال‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ هو أن يكون المال قليلا ومن يأكله كثيرًا‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ الضَّفَفُ أن تكون الأكلة أكثر من مقدار الطعام، والخَفَفُ أن يكونوا بمقداره‏.‏ وقال شَمِرٌ‏:‏ الضَّفَفُ ما دون ملء المكيال ودون كل مملوء‏.‏

وقو بشير بن النكث، ويورى لعمرو بن حميل، وقال الأصمعي‏:‏ هو لبعض الأعراب‏:‏

لا ضَفَفٌ يشغَلُهُ ولا ثَقَلْ ***

أي لا يشغله عن نسكه وحجه عيال ولا مال‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ الضَّفَفُ الحاجة‏.‏

ويقال أيضًا‏:‏ لقيته على ضَفَفٍ‏:‏ أي على عجلة‏.‏

والضَّفَفُ‏:‏ الضَّعْفُ، قال‏:‏

وليس في رأيه وَهْيٌ ولا ضَفَفُ

والضَّفَفُ -أيضًا-‏:‏ ازدحام الناس على الماء‏.‏ والضَّفَّةُ‏:‏ الفعلة الواحدة منه‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ ماء مَضْفُوْفٌ‏:‏ إذا كثر عليه الناس؛ مثل مَشْفُوْهٍ، قال‏:‏

لا يستقي في النَّزَحِ المَضْفُوْفُ *** إلا مُدارات الغروب الجُوْفِ

ويقال -أيضًا- فلان مَضْفُوْفٌ -مثل مَثْمُوْدٍ-‏:‏ إذا نفذ ما عنده‏.‏

وضَفَّ الناقة وضَبَّها‏:‏ إذا حلبها بالكف كلها، قال الكميت‏:‏

بِضَفِّ القوادم ذاةِ الفُضُوْلِ *** لا بالكِمَاشِ البِكَاءِ امتصارا

وناقة ضَفُوْفٌ‏:‏ كثيرة اللبن لا تُحْلب إلا بالكف كلها، قال‏:‏

حَلْبَانَةٍ رَكْبَانَةٍ ضَفُوْفِ *** تخلط بين وبرٍ وصُوْفِ

ويورى‏:‏ ‏"‏صَفْوْفِ‏"‏ بالصاد المهملة‏.‏

وضَفَّةُ النهر وضِفَّتُه‏:‏ جانبه‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ دخلت في ضَفَّةِ القوم -بالفتح- وضَفْضَفَتِهم‏:‏ أي جَماعتهم‏.‏

وحكى ابن السكيت‏:‏ ضَفِيْفَةٌ من بقلٍ، وقال غيره‏:‏ ضَغِيْغَةٌ -بالغين-، وذلك إذا كانت الروضة ناضرة متخيلةً‏.‏

وقال أبو سعيد‏:‏ يقال فلانٌ من لَفِيْفِنا وضَفِيْفِنا‏:‏ أي ممن نَلُفُّه بنا ونَضُفُّه إلينا إذا حزبتنا الأمور‏.‏

والضَّفَافَةُ -بالتخفيف-‏:‏ الذي لا عقل له‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ يقال للمصطلي إذا جمع أصابعه فقربها من النار‏:‏ قد ضَفَّها يَضُفُّها ضَفًّا‏.‏ وضَفَفْتُ الشيء‏:‏ أي جمعته، وأنشد أبو مالك‏:‏

فراح يحدوها على أكسائها *** يَضُفَّها ضَفًّا على اندِرائها

أي يجمعها‏.‏ وقال غيلان‏:‏

ما زِلتُ بالعنف وفوق العنف *** حتى اشْفَتَرَّ الناس بعد الضَّفِّ

أي تفرقوا بعد اجتماع‏.‏

وشاة ضَفَّةُ الشُّخْبِ‏:‏ أي واسعة الشُّخْب‏.‏

وقال أبو مالك‏:‏ الضُّفُّ -بالضم، والجميع ضِفَفَةٌ-‏:‏ هُنَيَّة تُشْبِهُ القُراد إذا لسعت شري الجلد بعد لسعتها، وهي رمداء في لونها غبراء‏.‏

قال‏:‏ وقوم مُتَضَافُّوْنَ‏:‏ أي متجمعون‏.‏

وتَضَافَّ القوم‏:‏ إذا كثروا واجتمعوا على الماء وغيره، وقيل‏:‏ إذا خَفَّتْ أحوالهم‏.‏

والتركيب يدل على الاجتماع؛ وعلى القلة والضَّعْفِ‏.‏

ضوف

المَضُوْفَةُ‏:‏ الهَمُّ‏.‏

ويقال‏:‏ بي إليك مَضُوْفَةٌ‏:‏ أي حاجة، قال أبو جُنْدب الهذلي‏:‏

وكنت إذا جاري دعا لِمَضُوْفَةٍ *** أشَمِّرُ حتى ينصف السّاق مئزري

ورواه أب سعيد‏:‏ لِمَضِيْفَةٍ؛ ولِمُضِيْفَةٍ أيضًا‏.‏

ضيف

الضَّيْفُ يكون واحدًا وجمعًا، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إن هؤلاء ضَيْفي‏}‏، وقال جل ذكره‏:‏ ‏{‏ضَيْفِ لإبراهيم المُكْرَمِينَ‏}‏، وقد يجمع على الأضْيَافِ والضُّيُوْفِ والضِّيْفَانِ، قال رؤبة‏:‏

فإن تُضئ نارك للعوافي *** لا يغشها جاري ولا أضْيَافي

هذا التغابي عنك والتكافي ***

ويروى‏:‏ ‏"‏والتَّشَافي‏"‏‏.‏ وقال آخر‏:‏

جفؤكَ ذا قُدْرِكَ للضِّيْفانِ *** جَفًْا على الرُّغْفَانِ في الجِفَانِ

خير من العكيس بالألبان ***

والمرأة ضَيْفٌ وضَيْفَةٌ، قال البعيث‏:‏

لقى حملته أُمُهُ وهي ضَيْفَةٌ *** فجاءت بنزٍ للنزالة أرشما

ويروى‏:‏ ‏"‏من نزالَةِ أرْشَما‏"‏ أي من ماء عبد أرْشَمَ؛ أي به وشوم وخطوط‏.‏ وقال أبو الهيثم‏:‏ أراد بالضَّيْفَةِ هاهنا أنها حملته وهي حائض، يقال ضافَتِ المرأة تَضِيْفُ‏:‏ إذا حاضت، لأنها مالت من الطهر إلى الحيض‏.‏

وضِفْتُه أضِيْفُه ضَيْفًا وضِيَافَةً‏:‏ إذا نزلت عليه ضَيْفًا‏.‏ وكذلك ضافَه الهم‏:‏ أي نزل به، قال الراعي‏:‏

أخليد إن أباك ضافَ وسَاده *** هَمّان باتا جنبةً ودخيلا

والضَّيْفُ‏:‏ فرس كان لبني تغلب من نسل الحرون، قال مقاتل بن حُني‏:‏

مقابل للضَّيْفُ والحَرُوْنِ *** مَحضٌ وليس المَحْضُ كالهجين

والضَّيْفُ‏:‏ من أعلام الأناسي أيضًا‏.‏

وأبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن ضَيْفُوْنَ الرصافي -من رصافة قرطبة-‏:‏ روى عن أبي سعيد بن الأعرابي وغيره‏.‏

والمَضِيْفَةُ -بفتح الميم- والمُضِيْفَةُ -بضمها-‏:‏ الهم والحاجة، وينشد قول أبي جندب الهذلي‏:‏

وكنت إذا جاري دعا لِمضِيْفَةٍ *** أشَمِّرُ حتى ينصف الساق مئزري

بالوجهين، ويروى‏:‏ ‏"‏لِمَضُوْفَةٍ‏"‏ وهي الرواية المشهورة، والباقيتان عن أبي سعيد‏.‏

والضَّيْفَنُ‏:‏ الذي يجئ مع الضَّيْفِ، والنون زائدة، ووزنه فعلن وليس بفَيْعَلٍ، قال‏:‏

إذا جاء ضَيْفٌ جاء للضَّيْفِ ضَيْفَنٌ *** فأودى بما تُقْرى الضُّيُوْفُ الضَّيَافِنُ

وضافَ السهم عن الهدف وصافَ‏:‏ أي عَدل‏.‏

وضافَتِ الشمس للغروب‏:‏ مالت له‏.‏

والضِّيْفُ -بالكسر-‏:‏ الجَنْبُ‏.‏

وأضَفْتُ الشيء إلى الشيء‏:‏ أي أملته إليه، قال أمرؤ القيس‏:‏

فلما دخلناه أضَفْنا ظهورنا *** إلى كل حاريٍ جديدٍ مُشَطَّبِ

وأضَفْتُ من الأمر‏:‏ أي أشْفَقْتُ وحذرتُ، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه‏:‏

أقامت ثلاثا بين يوم وليلةٍ *** وكان النكيرُ أن تُضِيْفَ وتجأرا

وإنما غلَّبَ التأنيث لأنه لم يذكر الأيام، يقال‏:‏ أقمت عنده ثلاثة أيام، فإذا قالوا‏:‏ أقمنا عنده ثلاثًا ما بين يومٍ وليلة غلَّبُوا التأنيث‏.‏

وأضَفْتُه إلى كذا‏:‏ أي ألجأته إليه، ومنه المُضَافُ في الحرب‏:‏ وهو الذي أُحيط به، قال طرفة بن العبد‏:‏

وكري إذا نادى المُضَافُ مُحَنَّبًا *** كسيد الغضا نَبهته المتورد

والمُضاف -أيضًا-‏:‏ المُلْزَقُ بالقوم‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ أضَافَ الرجل‏:‏ عدا وأسرع‏.‏ والمُضِيْفُ‏:‏ الفأر‏.‏

وقال العُزيزي‏:‏ أضاف على الشيء‏:‏ أي أشرف عليه‏.‏

وإضافَةُ الاسم إلى الاسم على ضربين‏:‏ معنوية ولفظية‏.‏ فالمعنوية ما أفاد تعريفًا كقولك‏:‏ دارُ عمرو؛ أو تخصيصًا كقولك‏:‏ غلامُ رجلٍ، ولا تخلو في الأمر العام من أن تكون بمعنى اللام كقولك مال زيد وأرضه وأبوه وابنه وسيده وعبده؛ أو بمعنى ‏"‏مِنْ‏"‏ كقولك‏:‏ خاتم فضة وسوار ذهب وباب ساجٍ‏.‏ واللفظية أن تُضَافَ الصفة إلى مفعولها في قولك‏:‏ هو ضاربٌ زيد وراكب فرسٍ؛ بمعنى ضارب زيد وراكب فرسًا، أو إلى فاعلها كقولك‏:‏ زيد حسن الوجه ومعمور الدار؛ وهند جائلة الوشاح؛ بمعنى حسن وجهه ومعمورة داره وجائل وشاحها‏.‏ ولا تفيد إلا تخفيفًا في اللفظ والمعنى كما هو قبل الإضافة‏.‏ ولاستواء الحالين وُصِفَتِ النكرة بهذه الصفة مُضَافَةً كما وصفت بها مفصولة في قولك‏:‏ مررت برجل حسن الوجه وبرجل ضارب أخيه‏.‏ ولما كان الغرض من الإضافة التعريف والتخصيص لم يجز أن يضاف الشيء إلى نفسه؛ لأنه لا يعرف نفسه، فلو عرفها لما احتيج إلى الإضافة‏.‏

وأضَفْتُه -أيضًا‏:‏ من الضِّيَافَةِ‏.‏

والمُضَافُ‏:‏ الدعي المسند إلى قومٍ ليس منهم‏.‏

والمُضَافَ -أيضًا-‏:‏ المُلجأ؛ ومنه حديث عليٍ‏؟‏ رضي الله عنه- أن ابن الكواء وقيس بن عبادة‏؟‏ رضي الله عنه- جاءاه فقالا‏:‏ أتيناك مُضَافَيْنِ مثقلين‏.‏ أي مُلْجَأيْنِ، وقيل‏:‏ خائفين‏.‏

وضَيَّفْتُ الرجل تَضْيِيْفًا‏:‏ من الضَيَافَةِ، كأضَفْتُه‏.‏

وضَيَّفَتِ الشمس للغروب‏:‏ مالت له؛ كَضَافَتْ، وكذلك تَضَيَّفَتْ، ومنه قول عقبة بن عامر‏؟‏ رضي الله عنه-‏:‏ ثلاث ساعاتٍ كان رسول الله‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- ينهانا أن نصلي فيها وأن نقبر فيها موتانا‏:‏ إذا طَلعت الشمس حتى ترتفع وإذا تَضَيَّفَتْ للغروب ونصف النهار‏.‏

وتَضَيَّفْتُه‏:‏ مثل ضِفْتُه أي كنت ضَيْفَه، ومنه قول الفرزدق‏:‏

وجدت الثرى فينا إذا يبس الثرى *** ومن هو يرجو فضله المُتَضَيِّفُ

وقال الأصمعي‏:‏ تَضَايَفَ الوادي‏:‏ إذا تَضَايَقَ، قال‏:‏

يتبعنَ عودًا يشتكي الأظلاّ *** إذا تَضَايَفْنَ عليه انسَلاّ

أي إذا صِرنَ قريبا منه، والقاف فيه تصحيف‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ المُسسْتَضِيْفُ‏:‏ المُسْتَغيْثُ‏.‏

والتركيب يدل على ميل الشيء على الشيء‏.‏

طخرف

ابن عباد‏:‏ الطِّخْرفُ والطِّخْرِفَةُ -بالكسر فيهما-‏:‏ حساء رقيق دون العصيدة؛ ومن الزبد؛ ومن السَّحَاب أيضًا‏.‏

طخف

الطَّخَافُ والطَّخَاءُ والطَّهَاءُ‏:‏ السَّحَابُ الرقيق‏.‏

والطَّخْفُ‏:‏ شيء من الهم يغشى القلب‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ يقال وجدت على قلبي طَخْفًا‏:‏ أي غَمًّا‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ الطَّخْفُ‏:‏ اللبن الحامض، وأنشد‏:‏

لم تُعالج دمحقا بائتا *** شجَّ بالطَّخْفِ للذم الدَّعَاع

الدَّمْحَقُ‏:‏ اللبن البائت، واللَّذْمُ‏:‏ اللَّعْقُ، والدَّعَاعُ‏:‏ عيال الرجل‏.‏

والطَّخِيْفَةُ واللَّخِيْفَةُ والوَخِيْفَةُ‏:‏ الخَزِيْرَةُ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ أتان طَخْفَاءُ‏:‏ أي سوداء الأنف‏.‏

وطِخْفَةُ -بالكسر-‏:‏ جبل أحمر طويل حذاءه أبار ومنهل، قال الحارث بن وعلة الجرمي‏:‏

خُدَاريَّةٌ صَقْعَاءُ ألثَقَ رِيشها *** بِطِخْفَةَ يوم ذو أهاضيب ماطر

وقال الضبابي‏:‏

إن الضِّبابَ كرمت أحْسَابُها *** وعلمت طِخْفَةُ من أربابها

ومنه يوم طِخْفَةَ لبني يربوع على قابوس بن المنذر بن ماء السماء، ولذلك قال جرير‏:‏

وقد جعلت يومًا بِطِخْفَةَ خَيْلُنا *** لآلِ أبي قابوسَ يومًا مذكرا

وقال ابن عبّاد‏:‏ اطَّخَفْتُ طَخِيْفَةً‏:‏ أي اتخذتها‏.‏

والتركيب يدل على شيء رقيق‏.‏

طرخف

ابن الأعرابي‏:‏ الطِّرْخِفُ‏:‏ مارق من الزبد وسال، وقال أبو حاتم مثله وقال‏:‏ هو شر الزُّبد‏.‏

طرف

الطَّرْفُ‏:‏ العين، ولا يجمع لأنه في الأصل مصدر فيكون واحدًا ويكون جماعة، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏لا يرتد إليهم طَرْفُهم‏}‏‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ الطَّرْفُ اسم جامع للبصر لا يثنى ولا يجمع، وقيل‏:‏ أطرافٌ، ويرد ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ‏}‏ ولم يقل الأطْرَاف‏.‏ وروى القتبي في حديث أم سلمة -رضي الله عنها-‏:‏ وغَضُّ الأطرافِ‏.‏ ورد عليه ذلك، والصواب‏:‏ غضُّ الإطراقِ أي السكوت‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طَرْفُكَ‏}‏ قال الفرّاء‏:‏ معناه قبل أن يأتيك الشيء من مد بصرك، وقيل‏:‏ بمقدار ما تفتح عينك ثم تطرف، وقيل‏:‏ بمقدار ما يبلغ البالغ إلى نهاية نظرك‏.‏

والطَّرْفُ‏؟‏ أيضًا-‏:‏ كوكبان يقدمان الجبهة؛ وهما عينا الأسد، ينزلهما القمر‏.‏

والطَّرْفَةُ‏؟‏ أيضًا-‏:‏ نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الطَّرْفَةُ سمة لا أطْرَافَ لها إنما هي خطٌّ‏.‏

والطَّرْفاءُ‏:‏ شجر، الواحدة‏:‏ طَرَفَةٌ-بالتحريك-، وبها سُمي طَرَفَةُ بن العبد‏.‏ وقال سيبويه‏:‏ الطَّرْفاءُ واحد وجمع‏.‏ قال الدينوري‏:‏ واحدة الطَّرْفاءِ طَرَفَةٌ وطَرْفاءةٌ، قال‏:‏ وذكر بعض الرواة أن جمع الطَّرْفاءِ طَرَافٍ وفي الحلفاء حَلاَفِ، قال أبو النجم يصف سَيْلا‏:‏

يُلقي ضِبَاعَ القُفِّ من حِقَائه *** في سَبَخِ العِرقِ وفي طَرْفائه

ويروى‏:‏ ‏"‏يَنْفي‏"‏، الحِقَاءُ‏:‏ جمع حَقْوٍ وهو المرتفع من النَّجَفَةِ‏.‏

وطَرَفَةُ‏:‏ من الشعراء‏.‏ أشهرهم طَرَفَةُ بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضُبَيْعَة بن قيس بن ثعلبة -وهو الحصن- بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دُعْمي بن جَدِيَلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وطَرَفَةُ لقبه، واسمه عمرو، ولُقِّبَ طَرَفَةَ بقوله‏:‏

لا تعجلا بالبكاء اليوم مُطَّرِفا *** ولا أميريكما بالدار إذ وقفا

وطَرَفَةُ بن الآءة بن نَضْلَةَ الفَلَتان بن المنذر بن سلمى بن جندل بن نَهْشَل بن دارم‏.‏

وطَرَفَةُ الخُزَميُّ‏:‏ أحد بني خزيمة بن رواحة بن قُطَيعة بن عبس بن بغيض‏.‏

وطَرَفَةُ‏:‏ أحد بني عامر بن ربيعة‏.‏

ويقال‏:‏ امرأة مَطْروفَةٌ بالرجال‏:‏ إذا طمحت عينها إليهم، قال الحُطَيْئة‏:‏

وما كنت مثل الكاهلي وعِرسِه *** بغى الود من مَطْروفَةِ العين طامحِ

وقال طَرَفَةُ بن العبد‏:‏

إذا نحن قلنا أسمعينا انبرت لنا *** على رِسْلِها مَطْروفَةً لو تشدد

وقيل‏:‏ المعنى كأن عينها طُرِفَتْ فهي ساكنة‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ فلان مَطْروفُ العين بفلانٍ‏:‏ إذا كان لا ينظر إلا إليه‏.‏

وأرض مَطْروفَةٌ‏:‏ كثيرة الطَّرِيْفَةِ أي النَّصِيّ، وسيجيء ذكرها‏.‏

ومَطْرُوْفٌ‏:‏ من الأعلام‏.‏

وجاء فلان بطارِفَةِ عينٍ‏:‏ إذا جاء بمالٍ كثير‏.‏

والطَّوَارِفُ من الخِباء‏:‏ ما رفعت من جوانبه للنظر إلى خارج‏.‏

وطَرَفَه عنه‏:‏ أي صَرَفَه، قالت جارية من جواري الأنصار‏:‏

أنك والله لذو مَلةٍ *** يَطْرِفُكَ الأدنى عن الأبعد

تقول‏:‏ يَصْرِفُ بصرك عنه؛ أي تَسْتَطْرِفُ الجديد وتنسى القديم‏.‏

وطَرَفَ بصره يَطْرِفُ طَرْفًا‏:‏ إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر، الواحدة من ذلك طَرْفَةٌ، يقال‏:‏ أسرع من طَرْفَةِ عينٍ، ويقال‏:‏ ما بقي منهم عين تَطْرِفُ؛ إذا ماتوا أو قتلوا‏.‏

وطَرَفْتُ عينه‏:‏ إذا أصبتها بشيءٍ فدمعت، وقد طُرِفَتْ عينه فهي مَطْروفَةٌ‏.‏ وخطب زياد في خطبته‏:‏ قد طَرَفَتْ أعينكم الدنيا وسدت مسامعكم الشَّهَوات؛ ألم تكن منكم نُهَاةٌ تمنع الغُوَاةَ عن دَلَجِ الليل وغارةِ النهار، وهذه البَرَازِقُ فلم يزل بهم ما ترون من قيامكم بأمرهم حتى انتهكوا الحريم ثم أطرقوا وراءكم في مكانس الريب‏.‏ البَرَازِقُ‏:‏ الجماعات‏.‏

وقولهم‏:‏ لا تراه الطَّوارِفُ‏:‏ أي العيون‏.‏

والسباع الطَّوارِفُ‏:‏ التي تستلب الصيد، قال ذو الرمة يصف غزالًا‏:‏

تنفي الطَّوارفَ عنه دعتصا بقرٍ *** ويافع من فرندادين مَلْمُوْمُ

والطّارِفُ والطَّرِيْفُ من المال‏:‏ المُسْتَحْدَثُ منه؛ وهما خلاف التالد والتليد، والاسم الطُّرْفَةُ -بالضم-، وقد طَرُفَ-بالضم-طَرَافَةً‏.‏

وطَرِيْفُ بن تميم العنبري‏:‏ شاعر‏.‏

وأبو تميمة طَرِيْفُ بن مجالد الهجيمي -رضي الله عنه-‏:‏ معدود في الصحابة -رضي الله عنهم-‏.‏

والطَّرِيْفَةُ‏:‏ من النصِيِّ إذا أبيض‏.‏ وقال ابن السكيت‏:‏ الطَّرِيْفَةُ من النَّصِيِّ والصِّلِّيانِ إذا اعتما ونمّا‏.‏ وقال أبو زياد‏:‏ الطَّرِيْفَةُ خير الكلأ إلا ما كان من العشب، قال‏:‏ ومن الطَّريفةِ النَّصِيُّ والصِّليّانُ والعنكث والهَلْتى والسَّحَمُ والثَّغَامُ؛ فهذه الطَّرِيْفَةُ، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع في فاضل المرعى يصف ناقة‏:‏

تأبدت حائلا في الشَّوْلِ وطَّرَدَتْ *** من الطَّرائف في أوطانها لمعا

وجعل إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة نسبة البهمى طَريْفَةً فقال‏:‏

بكل مَسِيْلَةٍ منه بساط *** مع البُهْمى الطَّرِيفةِ والجميم

وطُرَيْفَةُ -مصغرة-‏:‏ ماءةٌ بأسفل أرمام لبني جذيمة، قال المرار بن سعيد الفقعسي‏:‏

وكنت حَسِبْتُ طيب تراب نجد *** وعيشا بالطُّرَيْفَةِ لن يزولا

وطُرَيْفٌ -بغير هاءٍ-‏:‏ موضع بالبحرين‏.‏

وطِرْيَفٌ -مثال حذيم-‏:‏ موضع باليمن‏.‏

والطَّرائفُ‏:‏ بلاد قريبة من أعلام صُبح وهي جبال متناوحة‏.‏

والطِّرْفُ -بالكسر-‏:‏ الكريم من النخيل، يقال‏:‏ فرس طِرْفٌ من خيل طُرُوْفٍ وأطْرَافٍ‏.‏ وقال أبو زيد‏:‏ هو نعت للذكور خاصة، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي‏:‏

وقد أغدو بِطِرْفٍ هي *** كلٍ ذي ميعةٍ سَكْبِ

وقال عبيد بن الأبرص‏:‏

ولقد أذعر السَّرَابَ بِطِرْفٍ *** مثل شاة الإران غير مُذال

أي أسير في القفر الذي ليس به غير السَّرابِ وكلما دنوت منه تباعد عني‏.‏ وقيل‏:‏ هو الكريم الأطرف من الآباء والأمهات‏.‏ وقيل‏:‏ بل هو المُسْتَطْرَفُ إلي ليس من نتاج صاحبه‏.‏ والأنثى‏:‏ طِرْفَةٌ، قال العجاج‏:‏

وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دخالا مُدرجا *** جرداء مسحاج تباري مسحجا

وقال الليث‏:‏ وقد يصفون بالطِّرْفِ والطِّرْفَةِ النجيب والنَّجِيْبَةَ على غير استعمال في الكلام، قال كعب بن مالك الأنصاري -رضي الله عنه-‏:‏

نُخَبِّرهم بأنا قد جنبنا *** عتاق الخيل والنُّجُبَ الطُّرُوْفا

والطِّرْفُ -أيضًا-‏:‏ الكريم من الرجال، وجمعه أطْرَافٌ، قال ساعدة بن جؤية الهذلي‏:‏

هو الطِّرْفُ لم يُحْشَشْ مطي بمثله *** ولا أنس مُسْتَوْبِدُ الدار خائف

ويروى‏:‏ ‏"‏لم تُوْحِشْ مَطِيٌّ‏"‏‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ كل شيء من نبات الأرض في أكمامه فهو طِرْفٌ‏.‏

والطَّرَفُ-بالتحريك-‏:‏ الناحية من النواحي والطّائفة من الشيء، والجمع‏:‏ أطْرافٌ‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ليَقْطَعَ طَرَفًا من الذين كَفَروا‏}‏ أي قطعة من جملة الكفرة، شبه من قتل منهم بَطَرفٍ يقطع من بدن الإنسان‏.‏ وأطْرافُ الجسد‏:‏ الرأس والبدن والرجلان‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏طَرَفَيِ النهار‏}‏ أي الفجر والعصر‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أو لم يَروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطْرافِها‏}‏ أي نواحيها ناحية ناحية، هذا على تفسير من جعل نقصها من أطرافها فتوح الأرضين‏.‏ ومن جعل نقصها موت علمائها فهو من غير هذا‏.‏

وأطْرافُ الأرض‏:‏ أشْرَافُها وعلماؤها، الواحد‏:‏ طَرَفٌ؛ ويقال‏:‏ طِرْفٌ‏.‏

وقال ابن عرفة‏:‏ ‏{‏من أطرافِها‏}‏ أي نفتح ما حول مكة على النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم، والمعنى‏:‏ أو لم يروا أنا فتحنا على المسلمين من الأرض ما قد تبين لهم وضوح ما وعدنا النبي -صلى الله عليه وسلم-‏.‏

وفلان كريم الطَّرَفَيْنِ‏:‏ يراد بذلك نسب أبيه ونسب أمه، وأطْرافُه‏:‏ أبواه وأخوته وأعمامه وكل قريب له محرم، قال عون بن عبد الله بن عتبة‏:‏

وكيف بأطْرافي إذا ما شتمتني *** وما بعد شتم الوالدين صُلُوْحُ

وقال ابن الأعرابي‏:‏ قولهم لا يدري أي طَرَفَيْه أطول‏:‏ طَرَفاه ذكره ولسانه، وقيل‏:‏ طَرَفُ أبيه أو طَرَفُ أمه في الكرم‏.‏

وحكى ابن السكيت عن أبي عبيدة‏:‏ يقال لا يملك طَرَفَيْهِ‏:‏ يعني فمه واسته؛ إذا شرب الدواء أو سكر‏.‏

وأطْرافُ العذارى‏:‏ ضرب من العنب‏.‏

والطَّرَفُ‏:‏ الكريم من الرجال؛ كالطِّرْفِ‏.‏

والأسود ذو الطَّرَفَيْنِ‏:‏ حية لها إبرتان إحداهما في أنفها والأخرى في ذنبها، يقال إنها تضرب بهما فلا تُطْني‏.‏

ويقال لبني عدي بن حاتم‏:‏ الطَّرَفاتُ، قتلوا بصفين، أسماؤهم‏:‏ طَريْفٌ وطَرَفَةُ ومُطَرِّفٌ‏.‏

والطَّرَفُ -أيضًا-‏:‏ مصدر قولك طَرِفَتِ النّاقة -بالكسر-‏:‏ إذا تَطَرَّفَتْ أي رعت أطراف المراعي ولم تختلط بالنوق‏.‏ يقال‏:‏ ناقة طَرِفَةٌ أي لا تثبت على مرعى واحد‏.‏ ورجل طَرِفٌ‏:‏ لا يثبت على امرأة ولا صاحبٍ‏.‏

وقال قبيصة بن جابر الأسدي وذكر عمرو بن العاص -رضي الله عنه-‏:‏ ما رأيت أقطع طَرَفًا منه‏.‏ أي لسانًا، يريد أنه كان ذرب اللسان‏.‏

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أنه كان إذا اشتكى أحد من أهله لو تزل البُرمة على النار حتى يأتي على أحد طَرَفَيْه‏.‏ أراد بالطَّرَفَيْنِ البرء أو الموت لأنهما غايتا أمر العليل‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ الطَّرَفُ موضع على ستة وثلاثين ميلا من المدينة على ساكنيها السلام‏.‏

والطَّرِفُ -أيضًا-‏:‏ نقيض القُعْدُدِ، قال الأعشى‏:‏

أمرون ولا دون كل مُبارك *** طَرِفُوْنَ لا يرثون سهم القُعْدُدِ

وقال أبو وجزة السعدي‏:‏

زهر تكنفهم ذوائبُ مالك *** طَرِفُوْنَ لا يرثون سهم القُعْدُدِ

أمرون ولادُوْنَ كل مباركٍ *** كالبدر ليلته بسعد الأسعد

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الطَّرِفَةُ من الإبل‏:‏ التي تَحَات مقدم فيها من الهرم‏.‏

والطِّرَافُ‏:‏ بيت من أدمٍ‏:‏ قال طَرَفَةُ بن العبد‏:‏

رأيت بني غبراءَ لا يُنْكروني *** ولا أهل ها ذاك الطِّرَافِ الممدد

وقال ابن عبّاد‏:‏ يقال توارثوا المجد طِرَافًا‏:‏ أي عن شرفٍ‏.‏

والطِّرَافُ -أيضًا-‏:‏ ما يؤخذ من أطرافِ الزرع‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ المِطْرافُ‏:‏ الناقة التي لا ترعى مرعى حتى تَسْتَطْرِفَ غيره‏.‏

والمِطْرَفُ والمُطْرَفُ -بكسر الميم وضمها-‏:‏ واحد المَطارِفِ؛ وهي أردية من خزٍّ مربعة لها أعلام‏.‏ وقال الفرّاء‏:‏ أصله الضم؛ لأنه في المعنى مأخوذ من أُطْرِفَ أي جعل في طَرَفَيْه العلمان، ولكنهم استثقلوا الضمة فكسروا الميم‏.‏

وطَرّافٌ -بالفتح والتشديد-‏:‏ من الأعلام‏.‏

وأطْرَفَ البلد‏:‏ أي كثرت طَرِيْفَتُه، وقد مرَّ ذكرها‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ أطْرَفَ‏:‏ أي طابق بين جفنيه‏.‏

وفعلت ذلك في مُطَرَّفِ الأيام -بفتح الراء المشددة-‏:‏ أي في مُسْتَأْنَفِ الأيام‏.‏

وطَرَّفَ فلان‏:‏ إذا قاتل حول العسكر، لأنه يحمل على طَرَفٍ منه فيردهم إلى الجمهور، ومنه سمي الرجل مُطَرِّفًا‏.‏

والمًطَرَّفُ من الخيل -بفتح الراء-‏:‏ هو الأبيض الرأس والذنب وسائر جسده يخالف ذلك، وكذلك إذا كان أسود الرأس والذنب‏.‏ ويقال للشاة التي أسود طرف ذنبها وسائرها أبيض‏:‏ مُطَرَّفَةٌ‏.‏

وطَرَّفَ البعير‏:‏ ذهبت سِنُّه‏.‏

وطَرَّفَ علي الإبل‏:‏ رد على أطْرافَها‏.‏

وقول ساعدة بن جؤية الهذلي يصف فرسًا‏.‏

مُطَرّفٍ وسط أولى الخيل معتكر *** كالفحل قَرْقَرَ وسط الهجمة القَطِمِ

يروى بكسر الراء وبفتحها‏.‏ ومعنى الكسر‏:‏ الذي يرد أطراف الخيل والقوم، وإذا رددت أوائل الخيل قلت‏:‏ طَرَّفْتُها‏.‏ وروى الجمحي بفتحها‏:‏ أي مردد في الكرم‏.‏

وقال المفضل‏:‏ التَّطْرِيْفُ أن يرد الرجل الرجل عن أخريات صاحبه، يقال‏:‏ طَرِّفْ عنا هذا الفارس، قال متمم بن نويرة رضي الله عنه‏:‏

وقد علمت أولى العشيرة أننا *** نُطَرِّفُ خلف المُوْفِضَاتِ السَّوَابِقا

واختضبت المرأة تَطَارِيْفَ‏:‏ أي أطْرافَ أصابعها، وقد طَرَّفَتْ بنانها‏.‏

واطَّرَفْتُ الشيء -على افتعلت-‏:‏ إذا اشتريته حديثًا، قال ذو الرمة‏:‏

كأنني من هوى خَقاء مُطَّرَفٌ *** دامي الأظل بعيد السأو مهيوم

واستطرفه‏:‏ أي عدة طَرِيفًا‏.‏

واسْتَطْرَفْتُ الشيء‏:‏ أي اسْتَحْدَثْتُه‏.‏

وقولهم فعلت ذلك في مُسْتَطْرَفِ الأيام‏:‏ أي في مُسْتَأْنَفِها‏.‏

وتَطَرَّفَتِ الناقة‏:‏ أي رعت أطْرافَ المراعي ولم تختلط بالنوقِ‏.‏

والتركيب يدل على حد الشيء وحرفه؛ وعلى حركة في بعض الأعضاء‏.‏

طرهف

المُطْرَهِفُّ‏:‏ الحسن التام، قال‏:‏

تُحِبُّ منا مُطْرَهِفًّا فوهدا *** عجزة شيخين غلامًا أمردا

ويروى‏:‏ غلامًا أسودا، ويروى‏:‏ يسمى الأسودا‏.‏

طعسف

ابن دريد‏:‏ الطَّعْسَفَةُ‏:‏ لغة مرغوب عنها، يقال‏:‏ مَرَّ يُطَعْسِفُ في الأرض‏:‏ إذا مر يخبطها‏.‏

طفف

الطَّفِيْفُ‏:‏ القليل‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ شيء طَفِيْفٌ‏:‏ غير تام‏.‏

وطَفُّ المكوك وطَفَفُه وطَفَافُه وطِفافُه -بالفتح والكسر-‏:‏ ما ملأ أصباره‏.‏ ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «كلكم بنو آدم طَفَّ الصّاع لم تملؤوه، ليس لأحد على أحدٍ فضل إلا بالتقوى، ولا تسابوا فإنما السُّبَّةُ أن يكون الرجل فاحشًا بذيًا‏.‏ وهو أن يقرب أن يمتلئ فلا يفعل، والمعنى‏:‏ كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة، متساوو الأقدام في النقصان والتقاصر عن غاية التمام، وشبههم في نقصانهم بالمكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال، ثم أعلم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى،ونهى عن التساب والتعاير بضعة المنصب، ونبه على أن السُّبَّةَ إنما هي أن يتضع الرجل بفعل سَمِجٍ يرتكبه نحو الفُحْشِ والبذاء والجبن‏.‏

والطَّفَافُ -بالفتح-‏:‏ سَوَادُ الليل، قال‏:‏

عقبان دجن بادرت طَفافا *** صيدا وقد عاينت الأسدفا

وإناء طَفّانُ‏:‏ إذا بلغ الكيل طِفافَه‏.‏

والطُّفَافَةُ والطَّفَفَةُ‏:‏ ما فوق المكيال‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ الطُّفافَةُ ما قصر عن ملء الإناء من شراب وغيره‏.‏

والطَّفُّ‏:‏ موضع بناحية الكوفة‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ الطَّفُّ ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ إنما سمي طَفًّا لأنه دنا من الريف؛ من قولهم ‏:‏ أخذت من متاعي ما خف وطَفَّ‏:‏ أي قرب مني، قال أبو دهبل الجمحي‏:‏

ألا أن قتلى الطَّفِّ من آل هاشمٍ *** أذلت رقاب المسلمين فَذَلَّتِ

وقال أيضًا‏:‏

تبيت سُكارى من أمية نوَّما *** وبالطَّفِّ قتلى ما ينام حميمها

وقال غيره‏:‏ طَفَفْتُ الناقة أطُفُّها‏:‏ إذا شددت قوائمها كلها‏.‏

وطَفَّ الشيء من الشيء‏:‏ إذا دنا منه‏.‏

وطَفَفْتُ الشيء بيدي أو رجلي‏:‏ إذا رفعته‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ طافَّةُ البستان‏:‏ ما حواليه، والجمع‏:‏ طَوَافُّ‏.‏

والطَّافَّةُ‏:‏ ما بين الجبال والقيعان‏.‏

وقال غيره‏:‏ الطَّفُّ‏:‏ الشاطئ‏.‏

وقال الليث‏:‏ طَفُّ الفرات‏:‏ شاطئ الفرات‏.‏

وطَفُّ الشيء‏:‏ جانبه‏.‏

والطَّفْطَفَةُ‏:‏ الخاصرة، وكذلك الطِّفْطِفَةُ-بالكسر-عن أبي زيد‏.‏ وقيل‏:‏ كل لحم مضطرب طَفْطِفَةٌ‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ الطَّفْطَفَةُ‏:‏ اللحم الرخص من مراق البطن، أي مارق منه، قال‏:‏

معاود قتل الهاديات شِواؤه *** من الوحش قصرى رخصة وطَفاطِفُ

وقال أب ذؤيب الهذلي‏:‏

وأشعث ماله فضلات ثولٍ *** على أركان مهلكةٍ زَهُوقِ

قليل لَحْمُهُ إلا بقايا *** طَفاطِفِ لحم منحوضٍ مشيقِ

ويروى‏:‏ ممحوصٍ‏.‏

والطَّفْطَافُ‏:‏ أطراف الشجر، قال الكميت يصف فراخ النعام‏:‏

أوين إلى ملاطفةٍ خَضُوْدٍ *** لمأكله طَفْطافَ الرُّبُوْلِ

أي‏:‏ أوين إلى أمٍ ملاطفةٍ تكسر لهن أطراف الربول‏.‏

وطَفْطافُ البحر‏:‏ شاطئه، كالطَّفِّ‏.‏

ومر يَطفُّ‏:‏ أي يسرع‏.‏ وفرس طَفّافٌ وطَفٌّ وخَفٌّ وذّفٌّ أخوات‏.‏

ويقال‏:‏ خذ ما طَفَّ لكَ وأطَفَّ لكَ‏:‏ أي خذ ما ارتفع لك أمكن‏.‏

وأطَفَّ على الشيء وأطل عليه‏:‏ أي أشرف عليه‏.‏

وأطْفَفْتُ الكيل‏:‏ أبلغت المكيل طِفافَه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ أطَفَّتِ الناقة‏:‏ ألقت ولدها لغير تمام‏.‏

وأطَفَّ للأمر‏:‏ طَبِنَ له‏.‏

وأطَفَّ عليه بحجر‏:‏ تناوله به‏.‏

وقال أبو زبد‏:‏ أطَفَّ عليه‏:‏ أي اشتمل عليه فذهب به‏.‏

وأطَفَّ له‏:‏ إذا أراد ختله، قال‏:‏

أطَفَّ لها شيءن البنان جُنَادفَ

والتَّطْفِيْفُ‏:‏ نقص المكيال، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ويْلٌ للمُطَفِّفِيْن‏}‏‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ طَفَّفَ الطائر‏:‏ بسط جناحيه‏.‏

طَفَّفَ به الفرس‏:‏ وثب به‏.‏ وقال ابن عمر-رضي الله عنهما-‏:‏ سبق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخيل؛ فقال‏:‏ كنت فارسًا يومئذ فسبقت الناس حتى طَفَّفَ بي الفرس مسجد بني زريقٍ‏.‏ أي‏:‏ وثب بي حتى جازه، قال الجحاف بن حكيم‏:‏

إذا ما تلقته الجراثيم لم يخم *** وطَفَّفَها وثبًا إذا الجري أعقبا

وفي حديث حذيفة -رضي الله عنه-‏:‏ أنه استسقى دهقانًا فأتاه بقدحِ فضة فحذفه به ونكس الدِّهْقَانُ فَطَفَّفَه القدح‏.‏

ويقال‏:‏ خذ ما اسْتَطَفَّ لك‏:‏ أي خذ ما ارتفع لك أمكن، قال علقمة بن عبدة‏:‏

قد عُرِّيَتْ زمنًا حتى اسْتَطَفَّ لها *** كتر كحافةِ كيرِ القين مَلْمُوْمُ

والتركيب يدل على قلة الشيء، وقد شَذَّ عنه أطَفَّ فلان لفلان إذا طَبَنَ له أراد ختله‏.‏

طلحف

الليث‏:‏ ضَرَبْتُه ضَرْبًا طِلْحِفًا -مثال برطيل- وطِلَّحْفًا -مثال جردَحْلٍ-، وزاد غيره‏:‏ وطِلَحْفًَا -مثال سِبَحْلٍ- وطَلَحْفىً -مثال حبركىً- وطِلْحَافًا، وهاتان عن ابن دريد‏:‏ أي شديدًا‏.‏

وقال شمر‏:‏ جوع طِلَحْفٌ وطِلَّحْفٌ‏:‏ أس شديد، وأنشد‏:‏

إذا أجتمع الجوع الطِّلَحْفُ وحبها *** على الرجل المَضْعُوْفِ كاد يموت

طلخف

ابن دريد‏:‏ ضرب طِلَخْفٌ وطِلَّخْفٌ وطَلَخْفىً -كحِبَجْرٍ وجِرْدَحْلٍ وحَبَرْكىً- وطِلْخَافً‏:‏ أي شديد، بالحاء والخاء، وجعل بعضهم اللام زائدة وهو ضعيف‏.‏

طلف

أبو عمرو‏:‏ ذهب دمه طَلْفًا وطَلَفًا وظَلْفًا وظَلَفًا‏:‏ أي هدرًا، قال الأفوه الأوْدِيُّ‏:‏

حتم الدَّهْرُ علينا أنه *** طَلَفٌ ما نال منا وجبار

وقال ابن فارس‏:‏ الطَّلَفُ‏:‏ العطاء، والسَّلَفُ، ما يُقْتَضى‏.‏

والطَّلَفُ‏:‏ الهين‏:‏ وهو من الهدر، وأنشد‏:‏

وكل شيء من الدنيا نُصَابُ به *** ما عِشتَ فينا وإن جل الرزى طَلَفُ

قال‏:‏ وقولهم‏:‏ إن الطَّلَفَ الفضل؛ ليس بشيءٍ؛ إلا أن يراد به الفاضل عن الشيء‏.‏

والطَّلِيْفُ‏:‏ الشيء المأخوذ‏.‏

والطَّلِيْفُ -أيضًا- الهدر، قال رؤبة‏:‏

كم من عدىً أموالهم طَلِيْفُ ***

وقال ابن عبّاد‏:‏ أكل ماله في طَلِيْفٍ‏:‏ أي باطلٍ‏.‏

وقال يونس‏:‏ ذهب فلان بالمال طَلِيْفًا‏:‏ أي بغير حقٍّ، كما يقال ظَلِيْفًا‏.‏

والظَّلَفَانُ‏:‏ أن يعيا فيعمل على الكلالِ، ويقال هو بالغين المعجمة، وصَوَّبَ هذا الأزهري‏.‏

وفي نوادر الأعراب‏:‏ أسْلَفْتُه كذا‏:‏ أي أقرضته، وأطْلَفْتُه كذا‏:‏ أي وهبته‏.‏

وأطْلَفَه -أيضًا-‏:‏ أي أهدره‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ أطْلَفَ‏:‏ إذا بطل ثأر خصمه‏.‏

وطَلَّفَ على كذا تَطْلِيْفًا‏:‏ أي زاد‏.‏

والتركيب يدل على إهانة الشيء وطرحه ثم يحمل عليه‏.‏

طلنف

ابن ريد‏:‏ الطَّلَنْفى والطَّلَنْفَأُ‏:‏ الكثير الكلام، يهمز ولا يهمز‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ جمل مُطْلَنْفِىءُ السنام‏:‏ أي لاصقه‏.‏ واطْلَنْفَأْتُ‏:‏ إذا لزقت بالأرض‏.‏ وقد ذكرت هذه اللغات في تركيب ط ل ف أ-أيضًا-‏.‏

طنف

الطَّنَفُ -بالتحريك- والطُّنُفُ -بضمتين-‏:‏ الحيد من الجيل ورأس من رؤوسه، والجمع‏:‏ أطْنافٌ، وطُنُوْفٌ، قال أبو ذؤيبٍ الهذلي‏:‏

وما ضرب بيضاء يأوي مَلِيْكها *** إلى طُنُفٍ أعيا براقٍ ونازلِ

وقيل في قول الأفوه الأودي‏:‏

سُوْدٌ غَدَائرها بُلْجٌ محاجرها *** كأن أطْرافَها لما اجْتُلي الطُّنُفُ

الطُّنُفُ‏:‏ الجلود الحمر التي تكون على الأسفاط‏.‏

والطَّنَفُ والطُّنُفُ -أيضًا-‏:‏ إفْرِيز الحائط، وكذلك السَّقِيْفة تشرع فوق باب الدار‏.‏

والطَّنَفُ والطُّنُفُ -أيضًا-‏:‏ السُّيُوْرُ؛ عن أبي عبيد‏.‏

والطَّنَفُ‏:‏ نفس التهمة‏.‏

وحكى الشيباني‏:‏ أن الطَّنِفَ -مثال كَتِفٍ-‏:‏ الذي لا يأكل إلا قليلًا، وما أطْنَفَه‏:‏ أي ما أزهده‏.‏

ورجل طَنِفٌ‏:‏ أي متهم‏.‏

وأطْنَفَ‏:‏ إذا علا الطُّنُفَ‏.‏

والمُطْنِفُ‏:‏ الذي له الطُّنُفُ، قال الشَّنْفرى‏:‏

كأن حفيف النبل فوق عجيسها *** عوازب نحل أخطأ الغار مُطْنِفُ

وطَنَّفَه تَطْنِيْفًا‏:‏ إذا اتهمه‏.‏

وطَنَّفَ جداره‏:‏ إذا جعل فوقه شوكًا أو أغصان شجر لكي يصعب تسوره وتسلقه لمجاورة أطْرافِ العيدان رأسه‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ قولهم طَنَّفَ نفسه إلى كذا وكذا‏:‏ إذا أدناها إلى الطمع‏.‏

ويقال‏:‏ ما تَطَنَّفَتْ نفسي إلى هذا‏:‏ أي ما أشْفَتْ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ هو يَتَطَنَّفُ الناس‏:‏ أي يغشاهم‏.‏

والتركيب يدل على دور شيء،وقد شذ عنه الطَّنِفُ الذي لا يأكل إلا قليلًا وما اطْنَفَه‏:‏ أي ما أزهده‏.‏

طوف

طاف حول الكعبة يَطُوْفُ طَوْفًا وطَوَافًا وطَوَافانًا‏.‏ والمَطَافُ‏:‏ موضع الطَّوَافِ‏.‏ ورجل طافٌ‏:‏ أي كثير الطَّوَافِ‏.‏

والطَّوْفُ‏:‏ قرب يُنْفَخُ فيها ثم يُشَد بعضها إلى بعض فتُجعل كهيئة السطح يُركَب عليها في الماء ويُحمَل عليها، وهو الرمث، وربما كان من خشبٍ‏.‏

والطَّوْفُ -أيضًا-‏:‏ الغائط، تقول منه‏:‏ طافَ يَطُوْفُ طَوْفًا‏:‏ إذا ذهب إلى البراز ليتغوط‏.‏ ومنه حديث رواه لقيط بن عامر وافد بني المُنْتَفِقِ -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو حديث طويل‏:‏ ألا فتطلعون على حوض الرسول؛ لا يظمأ والله ناهله، فلعمر الله ما يبسط أحد منكم يده إلا وقع عليها قدح مطهرة من الطَّوْفِ والأذى‏.‏ ‏"‏مُطَهَّرَةٌ‏"‏ تحمل على المعنى؛ لنه إذا وقع على يد كل واحد منهم قدح فهي أقداح كثيرة‏.‏ والأذى‏:‏ الحيض‏.‏ وقيل‏:‏ أنَّثَ القدح لأنه ذهب به إلى الشَّرْبَةِ، وكذلك أنَّثُوا الكأس لنهم ذهبوا به إلى الخمر‏.‏

وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-‏:‏ لا يُصَلِّيَنَّ أحدكم وهو يدافع الطَّوْفَ والبول‏.‏

والطّائف‏:‏ العَسَسُ‏.‏

والطّائفُ‏:‏ بلاد ثَقِيْفٍ، قال أبو طالب بن عبد المطلب‏:‏

منعنا أرضتا من كل حي *** كما امتنعت بطائفها ثَقِيْفُ

وقال الزهري‏:‏ إن الله نقل قرية من قرى الشام فوضعها بالطّائف لدعوة إبراهيم-صلوات الله عليه-قوله عز وجل‏:‏ ‏{‏وارزُقْ أهله من الثمراتِ‏}‏‏.‏

وطائفُ القوي‏:‏ ما بين السِّيَةِ والأبهر، وقيل‏:‏ الطّائفان دون السِّيَتَيْنِ، وقيل‏:‏ الطّائفُ قريب من عظم الذراع من كبدها، قال أبو كبيرٍ الهذلي‏:‏

وعُراضَةَ السِّيَتَيْنِ توبع بريها *** تأوي طَوَائفُها لعجسٍ عَبْهَرِ

والطّائفَةُ من الشيء‏:‏ القطعة منه‏.‏

وقوله عز وجل‏:‏ ‏{‏وليشهد عَذَابَهما طائفَةٌ من المؤمنين‏}‏ قال ابن عباس -رضي الله عنهما-‏:‏ الطّائفَةُ‏:‏ الواحد فمل فوقه، فمن أوقع الطّائفَةَ على الواحد يريد النفس الطّائفَةَ‏.‏ وقال مجاهد‏:‏ الطّائفَةُ‏:‏ الرجل الواحد إلى الألف‏.‏ وقال عَطَاءٌ‏:‏ أقلها رجلان‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الطّائفُ‏:‏ الثور الذي يكون مما يلي طَرَفَ الكُدْسِ‏.‏

وذو طَوّافٍ -بالفتح والتشديد-‏:‏ هو ذو طَوّافٍ الحضرمي واسمه وائل‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏طَوّافُوْنَ عليكم‏}‏ قال الفرّاء‏:‏ إنما هم خدمكم، قال أبو الهيثم‏:‏ الطَّوّافُ الخادم الذي يخدمك برفقٍ وعنايةٍ، وجمعه الطَّوّافُوْنَ‏.‏ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «الهِرَّةُ ليست بنجسة؛ إنما هي من الطَّوّافِينَ اوالطَّوّافاتِ، وكان يصغي لها الإناء فتشرب منه ثم يتوضأ به‏.‏ جعلها بمنزلة المماليك، من قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَطُوْفُ عليهم وِلْدَانٌ‏}‏‏.‏ ومنه قول إبراهيم النخعي‏:‏ إنما الهِرَّةُ كبعض أهل البيت‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الطَّوّافُوْنَ‏:‏ الخَدَمُ‏.‏

والطُوْفانُ‏:‏ المطر الغالب والماء الغالب يغشى كل شيء، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فأخذهم الطُّوْفانُ‏}‏‏.‏ وقيل‏:‏ هو الموت الذريع الجارف والقتل الذريع‏.‏ وقيل‏:‏ السيل المُغْرِقُ‏.‏ وقيل‏:‏ الطُّوْفانُ من كل شيء‏:‏ ما كان كثيرًا مُطِيْفًا بالجماعة‏.‏ وقال الأخفش‏:‏ الواحد في القياس‏:‏ طُوْفانَةٌ، وأنشد‏:‏

غَيَّرَ الجِدَّةَ من آياتها *** خُرُقُ الريح وطُوْفانُ المَطَرْ

وقال الخليل‏:‏ قد شَبَّهَ العجاج ظلام الليل بذلك فقال‏:‏

حتى إذا ما يومها تَصَبْصَا *** وغَمَّ طُوْفانً الظلام الأثأبا

ويقال‏:‏ اخذه بِطُوْفِ رقبته وبطافِ رقبته وظُوْفِ رقبته وظافِ رقبته صُوْفِ رقبته وصافِ رقبته وقُوْفِ رقبته وقافِ رقبته‏:‏ أي بجلد رقبته‏.‏

وأطافَ به‏:‏ أي ألم به وقارَبَه، قال بشر بن أبي خازم‏:‏

أبو صِبْيَةٍ شُعْثٍ تُطِيْفُ بشخصه *** كوالح أمثال اليعاسيب ضُمَّرُ

وطَوَّفَ تَطْوِيْفًا‏:‏ أي أكثر التَّطْوَافَ، قال‏:‏

أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثم آوي *** إلى بيتٍ قعيدتُهُ لكاع

وتَطَوَّفَ‏:‏ أي طاف‏.‏

واطّافَ -على افتعل-‏:‏ إذا ذهب إلى البراز ليتغوط، وقال ابن العرابي‏:‏ إذا ألقى ما في جوفه، وأنشد‏:‏

أطعَمْتُ جابان حتى استدَّ مغرضُهُ *** وكاد يَنْقَدُّ لولا أنه طافا

جابان‏:‏ جَمَلُه‏.‏

واسْتَطَافَ‏:‏ أي تَطَوَّفَ‏.‏

والتركيب يدل على دوران الشيء على الشيء وأن يحف به؛ ثم يُحْمَلُ عليه‏.‏

طهف

الدينوري‏:‏ الطَّهْفَةُ‏:‏ أعالي الجنبة إذا كانت غَضَّةً غير متكاوسةٍ، قال‏:‏ وأخبرني بعض الأعراب من ذوي المعرفة قال‏:‏ الطَّهَفُ -بالتحريك-‏:‏ عُشْبٌ ضعيف دقاق لا ورق له إلا ما لا يذكر؛ وه مرعى؛ وله ثمرة حمراء إذا اجتمعت في مكانٍ واحدٍ ظهرت حمرتها وإذا تفرقت خفيت‏.‏ فأما الفرّاء فروي عنه الطَّهْفُ بإسكان الهاء، قال‏:‏ هكذا سمعته من الثقات بالتخفيف، وأظنها لغتين، قال الفرّاء‏:‏ وهو شيء يختبز به‏.‏ وقال غير هؤلاء‏:‏ الطَّهْفُ‏:‏ مثل المرعى له سُبُوْلٌ وورَقٌ مثل ورقِ الدُّخنِ وحبة حمراء دقيقة جدًا طويلة، قال‏:‏ وكذلك أخبرني أعرابي من ربيعة وحرك الهاء وقال‏:‏ له حب يؤكل في المجهدة ضاوي دقيق‏.‏

وطَهْفَةُ بن أبي زهير النهدي -رضي الله عنه-‏:‏ من الوافدين على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ زبدة طَهفَةٌ‏:‏ إذا استرخت‏.‏

والطَّهْفَةُ من الشيء‏:‏ القطعة منه‏.‏

والطَّهَافُ -مثال السَّحَاب-‏:‏ المرتفع من السحاب‏.‏

وقال الدينوري‏:‏ يقال أطْهَفَ هذا الصِّلِّيان‏:‏ أي نبت نباتًا حسنًا ليس بالأثيث‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ يقال أطْهَفَ له طِهْفَةً من ماله‏:‏ أي أعطاه منه قطعة‏.‏

وأطْهَفَ في كلامه‏:‏ خفف منه‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ أطْهَفَ السَّقَاءُ‏:‏ استرخى‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ الطّاء ولاهاء والفاؤ ليس بشيء؛ وذكر الطَّهف والطُّهَافَةَ قال‏:‏ كل ذلك كلام‏.‏

طيف

ابن دريد‏:‏ الطَّيْفُ‏:‏ الخيال الطّائف في المنام، يقال‏:‏ طَيْفُ الخيال وطائف الخيال‏.‏ وقال غيره‏:‏ طَيْفُ الخيال‏:‏ مجيئه في النوم، قال أمية بن أبي عائذٍ الهذلي‏:‏

ألا يا لَقَوْمٍ لطيفِ الخيا *** ل أرقَ من نازحٍ ذي دلال

تثول منه‏:‏ طاف الخيال يَطِيْفُ طَيْفًا ومَطَافًا، قال تميم بن أبي بن مقبل‏:‏

طافَ الخيال بنا ركبًا يمانينا *** ودون ليلى عَوَادٍ لو تعدينا

وقال كعب بن زهير رضي الله عنه‏:‏

أنى ألمَّ بكَ الخيال يَطِيْفُ *** ومَطَافُهُ لك ذكرةٌ وشُعُوْفُ

وطَيْفٌ من الشيطان وطائفٌ من الشيطان‏:‏ بمعنى، كقولهم‏:‏ لَمَمٌ من الشيطان‏.‏ وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وأبو حاتم قوله تعالى‏:‏ ‏{‏طَيْفٌ من الشيطان‏}‏ والباقون‏:‏ طائفٌ‏.‏ وقال أبو العيال الهذلي‏:‏

ومنحتني فَرَضِيت حين منحتني *** فإذا بها وأبيك طَيْفَ جنون

وقال ابن عبّاس -رضي الله عنهما-‏:‏ الطَّيْفُ في الآية‏:‏ الغضب‏.‏

وقال المفضل‏:‏ طافَ الخيال يَطُوْفُ طَوْفًا، وغنما قيل طَيْفُ الخيال لأن أصله طَيِّفٌ؛ مثل ميتٍ وميتٍ من مات يموت‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ الطَّيْفُ في كلام العرب‏:‏ الجنون، وقيل للغضب طَيْفٌ لأن عقل من غَضِبَ يعزب حتى يتصور في صورة المجنون الذي زال عقله‏.‏

وبان الطَّيْفَانِ -والطَّيْفَانُ أمه-‏:‏ وهو خالد بن علقمة بن مرثدٍ أحد بني مالك بن زيد بن عبد الله بن دارمِ، شاعر فارسٌ‏.‏

وابن الطَّيْفَانِيَّةِ -والطَّيْفايَّةُ أمه-‏:‏ وهو عمرو بن قبيصة أحد بني زيد بن عبد الله بن دارم‏.‏

وأطاف وطَيَّفَ وتَطَيَّفَ بمعنى؛ عن ابن دريد‏.‏

ظأف

ابن عبّاد‏:‏ جاء يَظْأَفُه ويَظُوْفُه‏:‏ أي يطرده‏.‏

ظرف

الظَّرْفُ‏:‏ الوعاء، والجمع الظُّرٌوْفُ، ومنه ظَرْفا المكان والزمان عند النحويين‏.‏

والظَّرْفُ‏:‏ الكياسة، وقد ظَرُفَ الرجل-بالضم-ظَرْفًا وظَرافَةً، فهو ظَرِيْفٌ، وقوم ظُرَفاءُ وظِرَافٌ وظَرِيْفُونَ؛ وقد قالوا ظُرُوْفٌ، كأنهم جمعوا ظَرْفًا بعد حذف الزوائد، وزعم الخليل أنه بمنزلة المذاكير لم تُكَسَّرْ على ذكر‏.‏ وفي حديث عمر -رضي الله عنه-إذا كان اللص ظَرِيْفًا لم يُقْطَعْ‏:‏ أي إذا كان بليغًا جيد الكلام احتج عن نفسه بما يسقط عنه الحد‏.‏ هكذا قال ابن الأعرابي، وكان يقول‏:‏ الظَّرْفُ في اللسان‏.‏ وقال غيره‏:‏ الظَّرْفُ حُسْنُ الوجه والهيئة‏.‏ وقال الكسائي‏:‏ الظَّرْفُ يكون في الوجه واللسان، وأهل اليمن يُسَمُّون الحاذق بالشيء ظَريفًا‏.‏

وقال صاحب العين‏:‏ الظَّرْفُ البَزَاعَةُ وذكاء القلب؛ ولا يُوْصَف به إلا الفتيان الأزوال والفتيات الزَّولات‏؟‏ والزَّوْلُ‏:‏ الخفيف-‏.‏ وفي حديث معاوية‏؟‏ رضي الله عنه- أنه قال‏:‏ كيف ابن زيادٍ‏؟‏ قالوا‏:‏ ظَرِيْفٌ على أنه يلحن، فقال‏:‏ أو ليس ذاك أظْرَفَ له‏؟‏‏.‏ قيل‏:‏ إنما اسْتَظْرَفَه لن السَّلِيْقِيَّة وتجنب الإعراب مما يُسْتَمْلَحُ في البذلة من الكلام‏.‏ وعن بعضهم‏:‏ لا تستعملوا الإعراب في كلامكم إذا خاطبتم، ولا تخلوا منه كتبكم إذا كاتبتم‏.‏

والظُّرَافُ -مثال رُعَافٍ-‏:‏ الظَّرِيْفُ، كالطُّوَالِ للطويل‏.‏ والظُّرّاف -بتشديد الرّاء-‏:‏ أظْرَفُ من الظُّرَلفِ -بتخفيفها-، كالطُّوّالِ -بالتشديد-‏.‏

ويقال‏:‏ فلان نقي الظَّرْفِ‏:‏ أي أمين غير خائن‏.‏

ورأيت فلانًا بَظْرفِه‏:‏ أي بنفسه‏.‏

وأظْرَفَ المتاع‏:‏ إذا جعل له ظَرْفًا‏.‏

وأظْرَفَ‏:‏ إذا ولد بنين ظُرَفاءَ‏.‏

وتَظَرَّفَ‏:‏ تكلف الظَّرْفَ‏.‏

وقال ابن فارس في آخر هذا التركيب‏:‏ وما احسب شيئًا من ذلك من كلام العرب‏.‏

ظفف

الكسائي‏:‏ يقال ظَفَفْتُ قوائم البعير وغيره أظُفُّها ظَفًّا‏:‏ إذا شددتها كلها وجمعتها‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الظَّفُّ‏:‏ العيش النكد والغلاء الدائم‏.‏

والظَّفَفُ الضَّفَفُ، والمَظْفُوْفُ‏:‏ المَضْفُوْفُ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ اسْتَظَفَّ آثار القوم‏:‏ أي تتبعها‏.‏

ظلف

الظِّلْفُ‏:‏ للبقرة والشّاة والظبي وما أشبهها، والجمع‏:‏ ظُلُوْفٌ وأظْلافٌ، وقال الليث والزهري وابن فارسٍ‏:‏ ألا أن عمرو بن معدي كرب -رضي الله عنه-قال اضطرارًا‏:‏

وخيلي تَطأكم بأظْلافِها

قال الليث‏:‏ أراد الحوافر واضطر إلى القافية؛ واعتمد على الأظْلافِ لأنها في القوائم‏.‏

ويقال‏:‏ ظُلُوْفٌ ظُلَّفٌ‏:‏ أي شِدَادُ، وهو توكيد لها، فال العجاج‏:‏

وإن أصاب عدواء احرورفا *** عنها وولاها الظُّلُوْفَ الظُّلَّفا

وقال ابن السكيت‏:‏ رميت الصيد فَظَلَفْتُه‏:‏ أي أصبت ظِلْفَه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ وجد فلانٌ ظِلْفَه‏:‏ أي وجد ما كان يهوى ويحب‏.‏

وفي المثل‏:‏ وجدت الدابة ظِلْفَها‏.‏ وجاءت الإبل على ظِلْفٍ واحدٍ‏.‏

وقال الأموي‏:‏ أرضٌ ظَلِفَةٌ بينة الظَّلَفِ‏:‏ أي غليظة لا تؤدي أثرًا‏.‏ ومنه حديث عمر -رضي الله عنه- أنه مر على راعٍ فقال‏:‏ يا راعي عليك الظَّلَفَ من الأرض لا تُرَمِّضْها فإنك راعٍ، وكل راعٍ مسؤول‏.‏ أي لا تُصِبِ الغنم بالرمضاء وهي حر الشمس وإنه يشتد في الدَّهَاس والرمل‏.‏

والظَّلَفُ -أيضًا-‏:‏ الشِّدَّةُ في المعيشة‏.‏ وقال سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-‏:‏ كان يصيبنا ظَلَفُ العيش بمكة، فلما أصابنا البلاء اعتزمنا لذلك، وكان مصعب بن عمير -رضي الله عنه- أنعم غلام بمكة؛ فجهد في الإسلام حتى لقد رأيت جلده يتحسف تَحَسُّفَ جلد الحية عنها‏.‏ وعن عامر بن ربيعة‏؟‏ رضي الله عنه-‏:‏ كان مصعب‏؟‏ رضي الله عنه- مترفًا يدَّهِنُ بالعبير ويُذَيِّلُ يُمْنَةَ اليمن ويمشي في الحضرمي، فلما هاجر أصابه ظَلَفٌ شديد، فكاد يهمد من الجوع‏.‏

والظَّلِفَةُ -بكسر اللام-‏:‏ واحدة ظَلِفاتِ الرَّحْل والقتب وهن الخشبات الأربع اللواتي يكن على جنبي البعير تصيب أطرافها السفلى الأرض إذا وضعت عليها‏.‏ وفي الواسط ظَلِفَتانِ، وكذلك في المؤخرة، وهما ما سفل من الحِنْوَيْن، لأن ما علاهما مما يلي العراقي هما العضدان‏.‏ وأما الخشبات المطولة على جنبي البعير فهي الأحناء‏.‏ وفي حديث بلال -رضي الله عنه- أنه كان يؤذن على أُطُمٍ في دارِ حفصة-رضي الله عنها-يرقى على ظَلِفاتِ أقتاب مغرزة في الجدار‏.‏

وتجمع الظَّلِفَةُ‏:‏ الظَّلِفَ أيضًا، قال حميد الأرقط‏:‏

وعض منها الظَّلِفُ الدَّئيّا *** عضَّ الخُرُصَ الخَطِّيّا

ورجل ظَلِيْفٌ‏:‏ أي سيئ الحال‏.‏

ومكان ظَلِيْفٌ‏:‏ أي خشن‏.‏

وشر ظَلِيْفٌ‏:‏ أي شديد، قال صخر الغي الهذلي‏:‏

ولا أبغينك بعد النُّهى *** وبعد الكرامة شرًا ظَلِيْفا

وقال ابن دريد‏:‏ كل شيء صعب عليك مطلبه فهو ظّلِيْفٌ‏.‏

ورجل ظَلِفُ النفس وظَلِيْفُ النفس‏:‏ أي نَزِهُها‏.‏

والظَّلِيْفُ -أيضًا-‏:‏ الشدة‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ يقال ذهب فلان بغلامي ظَلِيْفًا‏:‏ أي بغير ثمن مجانًا، قال قيس بن مسعود‏:‏

أ يأكلها ابن وعلة في ظَلِيْفٍ *** ويأمن هيثم وابنا سنان

وأخذه بِظَلِيْفِ رقبته‏:‏ أي بأصلها‏.‏

والظَّلِيْفُ‏:‏ الذليل‏.‏

وأخذ الشيء بظَلِيْفَتِه وظَلَفِه‏:‏ إذا أخذه كله ولم يترك منه شيئًا‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ ذهب دمه ظَلَفًا وظَلْفًا وطَلَفًا وطَلْفًا -بالطاء والظاء-‏:‏ أي هدرًا باطلًا‏.‏

والأُظْلُوْفَةُ‏:‏ أرض فيها حجارة حداد كان خِلْقَةَ تلك الأرض خِلْقَةُ جبل، والجمع‏:‏ الأظالِيْفُ‏.‏

وظَلَفَ نفسه عن الشيء يَظْلِفُها ظَلْفًا‏:‏ أي منعها من أن تفعله أو تأتيه، قال‏:‏

لقد أظْلِفُ النفسِ عن مطعم *** إذا ما تهافت ذِّبانُهُ

وظَلَفْتُ أثري‏:‏ إذا مشيت في الحزونة لئلا يتبين أثرك فيها، قال عوف بن الأحوص‏:‏

ألم أظْلفْ عن الشُّعراءِ عرضي *** كما ظُلِفَ الوسيقة بالكراعِ

يقول‏:‏ ألم امنعهم أن يؤثروا فيه، والوسيقة‏:‏ الطريدة، وقوله‏:‏ ‏"‏ظُلِفَ‏"‏ أي أخذ بها في ظَلَفٍ من الأرض كيلا يقتص أثرها‏.‏

والظَّلْفَاءُ‏:‏ صَفَاةٌ قد استوت في الأرض ممدودة‏.‏

والظَّلْفَةُ او الظَّلِفَةُ‏:‏ سمة من سمات الإبل‏.‏

والظُّلَيْفُ‏:‏ موضع، قال عبيد بن أيوب العنبري‏:‏

ألا ليت شعري هل تغير بدعنا *** عن العهد قارات الظُّلَيْفِ الفَوَاردُ

وقال ابن عباد‏:‏ مكان ظَلَفٌ وظَلِفٌ‏:‏ أي مرتفع عن الماء والطين‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ أظْلَفَ الرجل‏:‏ إذا وقع في موضع صُلب‏.‏

وظَلَّفَ على الخمسين وطَلَّفَ تَظْلِيْفًا‏:‏ أي زاد‏.‏

والتركيب يدل على أدنى قوةٍ وشدةٍ‏.‏